نجح المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، مؤخرا، في طرد المزيد من المنظمات والهيئات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، رغبة منه في استعادة الثقة والشفافية بعدما طالته العديد من التهم التي ركزت على استيعابه لواجهات إخوانية متطرفة تعمل تحت مظلته، وتنشط في اختراق المجتمع الألماني والسيطرة على الجاليات المسلمة.
واستبعد مجلس المسلمين من عضويته المركز الإسلامي بميونخ، ومن قبله كان قد أسقط عضوية "الجماعة الإسلامية الألمانية".
وعلى جانب آخر، فإن حزب "البديل من أجل ألمانيا" كان قد قدم طلب إحاطة في اروقة "البوندستاج" حول تمدد الأذرع الإعلامية المرتبطة بجماعات إسلامية متطرفة وتأثيرها المحتمل في الشأن الألماني؛ بحسب وثيقة نشرها موقع البرلمان الألماني في يونيو الماضي.
تحركات سياسية وأمنية ضد الإرهابية
وفي تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" الدكتور جاسم محمد، مدير المركز الأوروبي لدراسات ومكافحة الإرهاب، يؤكد أنه ما تم الكشف عنه في تقرير طلب الإحاطة كان متوقعا، وتعود أسبابه لغياب عدد من المعايير مثل فحص خلفيات العاملين في المؤسسات الإعلامية، فحص المنظمات والمنصات التي يتم تسجيلها، فحص دائرة علاقات من يدير هذه المنصات والمنظمات، ضرورة الفصل وعدم الخلط ما بين التطرف وحرية التعبير عن الرأي. إدراك خطورة التخادم ما بين الإسلام السياسي والأحزاب السياسية.
وحول تحذير السلطات الأمنية من جماعة الإخوان والمنظمات المرتبطة بها، أكد رئيس المركز أن الاستخبارات الألمانية، تحذر دائما في تقاريرها، من خطورة جماعة الإخوان المسلمين، وتتزايد خطورة الجماعة أكثر من بقية التنظيمات المتطرفة، كونها تعيش وسط شرائح المجتمع، وتتسلل إلى مؤسسات ألمانية، باستخدامها واجهات عمل منها شركات تجارية ومنظمات ومجالس إسلامية. وتعتبر مجموعة ديتيب DİTİB واحدة من أبرز المجموعات التي تنشط تحتها
وأضاف "جاسم"، أن الاستخبارات الألمانية رصدت في 24 فبراير 2022 تزايد عدد عناصر الإخوان القيادية في العاصمة برلين، بشكل كبير، محذرة من نشاط هذه المجموعة. وهناك تحذيرات من هيئة حماية الدستور صدرت في 10 يناير 2022 من خطر انتشار تنظيم الإخوان المسلمين في البلاد، حيث ارتفع عدد العناصر الرئيسية لتنظيم الإخوان في ألمانيا من 1350 في عام 2019 إلى 1450 في 2020.
وتابع قائلا: يوجد في ألمانيا ما يقارب 960 جمعية ومركزا إسلاميا، غالبيتها تعمل تحت مظلة الاتحاد الإسلامي DITIB ديتيب. ويعتبر المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا ZMD من أبرز المؤسسات الإسلامية في ألمانيا. ويضم المجلس العديد من المنظمات الإسلامية والمساجد التي تخدم عموم الجاليات الإسلامية في ألمانيا. ويتعاون المجلس مع السلطات الألمانية في العديد من المجالات لا سيما المتعلقة بمحاربة التطرف.
"الزيات".. "وزير مالية الإخوان"
وأشارت بعض وسائل الإعلام، إلى أن مجلس المسلمين تخلص مؤخرا من إبراهيم الزيات ضمن طرده لعدد من الواجهات الإخوانية. ورصد تقرير للدكتور جاسم محمد، سيرة الإخواني الزيات الذي يتم وصفه بـ"وزير مالية الإخوان" وهو الدور الأخطر داخل تنظيم الإخوان لما يلعبه من مهام خاصة بإدارة أموال الجماعة في الخارج.
وأضاف "جاسم"، إن "الزيات" لعب دورا خطيرا في كسب الشباب وربما يعود إلى إجادته اللغة الألمانية، كونه من أم ألمانية، وكذلك زوجته ألمانية، فأطلق خلالها حملات تجنيد للشباب المسلم فى المنظمات الإسلامية، إلا أن الشرطة الألمانية كشفت عن علاقته المالية بمؤسسات تمول الإرهاب، وتقول السلطات الألمانية علنًا إنه عضو فى تنظيم الإخوان المسلمين، ويعتبر إبراهيم الزيات المسئول الأول للتنظيم الدولى للإخوان فى ألمانيا، والمسئول عن التمويل للأنشطة المتعددة وأطلقت عليه لقب "وزير مالية الإخوان".
ولفت إلى أن هيئة حماية الدستور الألمانية ترصد بقلق متزايد نفوذ جماعة الإخوان داخل ولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، حيث استغلت عبر منظمات مثل الجمعية الثقافية "ملتقى سكسونيا" نقص دور العبادة للمسلمين الذين قدموا إلى سكسونيا كلاجئين، لتوسيع هياكلها ونشر تصورها عن الإسلام السياسي.
وأشار "جاسم" إلى أن العديد من العوامل ساعد إبراهيم الزيات في تحركاته داخل ألمانيا منها تمتعه بالجنسية الألمانية بالولادة، وهو ما يجعل الاستخبارات الألمانية تحسب حساباتها في موضوع نزع الجنسية، الى العناصر المتورطة بالتطرف والإرهاب. أيضا الشركات المالية والتجارية وشركات العقارات جميعها تعطي الزيات غطاء جيد للعمل.
وأوضح، أن هذا الأسلوب من العمل اعتادت عليه جماعة الإخوان على غرار عمل أجهزة الاستخبارات في الدول الشمولية، في كيفية إدارة "الواجهات" إي المشاريع التي ينشط خلفها الإخوان من أجل الحصول على الشرعية. خبراء الإرهاب يقولون لا تحدثني عن الإرهاب، بل حدثني عن التمويل، هو الأخطر وهنا تكمن أهمية وخطورة الزيات.