اختارت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" نظام إنتاج التمور في واحة سيوة ضمن أربعة نماذج على مواقع نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية التي تساعد على صون التنوع البيولوجي والحفاظ عليه.
وقال "الفاو" في دراسة نشرتها اليوم الخميس يشكّل التنوع البيولوجي عنصرًا أساسيًا في نظمنا الإيكولوجية العالمية ويوفر أساسًا تقوم عليه الممارسات الزراعية وإنتاج الأغذية، فهو لا غنى عنه بالنسبة إلى رفاهنا وأمننا الغذائي، لكنه غالبًا ما يكون عرضة للخطر بسبب ما نقوم به من أنشطة.
وأوضحت أنّ المزارعين تعلّموا في بعض المناطق العمل في تناغم مع البيئة واستخدام المعارف المتوارثة أبًا عن جدٍ على مدى قرون من الزمن من أجل تطبيق ممارسات مستدامة وحماية التنوع البيولوجي في النظم الإيكولوجية المحيطة بهم، وقد قام هؤلاء المزارعون والمجتمعات الريفية بابتكار طرق بارعة ووضعها موضع التنفيذ لصون التنوع البيولوجي والحفاظ عليه واستخدامه على نحو مستدام بالتوازي مع حماية سبل عيشهم والمناظر الطبيعية الفريدة التي يعيشون بين أحضانها.
وأشارت الدراسة إلى أن منظمة الأغذية والزراعة ومن خلال برنامج نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية، تساعد في الحفاظ على التراث الزراعي الذي يحمي التنوع البيولوجي الضروري لبيئتنا بموازاة توفير سبل العيش للمجتمعات الريفية.
وقالت "الفاو": تعدّ واحة سيوة تجسيدًا لقدرة المزارعين على تكييف الزراعة مع الظروف المناخية الصعبة. وتتألف الواحة، الواقعة في منطقة صحراوية، من هيكل ثلاثي الطبقات يوفر طريقة فعالة لزراعة الأغذية وتربية الثروة الحيوانية والحفاظ على الحيوانات والنباتات البرية، وكل ذلك بموازاة تعظيم استخدام المورد النادر، ألّا وهو الماء.
وبينت أنه في هذا النظام تسود زراعة أشجار النخيل، التي تقحم مع محاصيل أخرى مثل أشجار الزيتون والبرسيم. وبصورة عامة، يوجد في هذه واحة سيوة 46 نوعًا مختلفًا من المحاصيل، كما توفر الموئل والمياه للحيوانات البرية، مثل البرمائيات والزواحف والعديد من أصناف الطيور، وقد أنشأ هذا النظام المتكيف مناخًا محليًا ملائمًا لإنتاج المحاصيل وضروريًا لضمان سبل عيش المجتمع المحلي وأمنه الغذائي، فضلًا عن ملاذ للحيوانات يقيها حر الصحراء. كما أدت إدارة المياه في هذا النظام التي تسهل ممارسات الزراعة على مدار السنة، إلى حفظ المياه.
واضافت: إنّ هذه المواقع من نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية تحفظ ممارسات الزراعة التقليدية التي تحمي النظم الإيكولوجي وتتيح للمجتمعات العيش في تناغم مع البيئة، وقد اكتست المعارف المتوارثة أبًا عن جدٍ في هذه المجتمعات المحلية أهمية حاسمة في ضمان سبل العيش وصون وحفظ التنوع البيولوجي الضروري للكوكب برمته.
أما النماذج الأخرى التي اختارتها "الفاو" هي، النظام الزراعي التقليدي في سلسلة جبال إسبينهاكو الجنوبية، ميناس جيرايس، في البرازيل، و نظام القرية - الخزان المتدرج في المنطقة الجافة في سري لانكا، و نظام باروسوالزراعي الرعوي في البرتغال.