نجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة والعاملة بمعبد إسنا في الكشف عن عدد من النقوش والمناظر والألوان الموجودة في الجزء الجنوبي الغربي من سقف معبد إسنا، والتي تظهر لأول مرة، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمها وتنظيفها، ما يأتي في إطار مشروع ترميم المعبد وإظهار ألوانه الأصلية.
قال د. مصطفي وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المناظر والنقوش التي تم الكشف عنها خلال المرحلة الحالية من المشروع تمثل أهمية كبيرة، حيث أنها تمثل دورتي إله الشمس والقمر في الليل والنهار خلال رحلتهما في العالم الآخر.
وأضاف وزيري إلى أنه من بين المناظر التي تم إظهارها منظر يمثل دورة إله الشمس والمعركة ضد أعدائه، وآخر لرجل عجوز يرمز إلى الشمس أثناء الغروب، بالإضافة إلى نقشا آخر يمثل صف المعبودات الأيام القمرية مثل المعبود جب والمعبودة نوت، وغيرها من النقوش التي تصور رحلة إلهي الشمس والقمر في العالم الآخر.
ومن جانبه قال د. هشام الليثي رئيس الإدارة المركزية لمركز تسجيل الآثار المصرية ورئيس البعثة من الجانب المصري، أن البعثة نجحت كذلك في التوصل إلى طريقة لمنع الطيور من بناء أعشاشها داخل المعبد، والتي أدت مخلفاتها إلى طمس معالم المعبد ونقوشه وألوانه مع مرور الزمن، حيث تقدمت بمشروع للجنة الدائمة للآثار المصرية يهدف إلى منع الطيور من بناء أعشاشها على أسطح المعبد وأعمدته دون المساس بالأثر، وذلك عن طريق وضع أشواك من استلس استيل وقاعدة من الكروم ٣٦٥ مقاوم لحرارة المرتفعة والرطوبة والصدأ، ويبلغ طول القطعة ٥٠سم تحتوي علي مجموعة حزم من الأشواك سهلة التشكيل، تؤدي إلى موت الطيور حال اقترابها منها.
فيما أشار أحمد إمام، مدير فريق الترميم، إلى أنه تم إجراء تجارب عملية مبدئية على العمود رقم 12 بالمعبد والتي أثبتت نجاح الفكرة، ومن ثم تم البدء في تعميمها على جميع أعمدة المعبد بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية.
تجدر الإشارة إلى أن معبد إسنا يقع على بعد حوالي 100 مترًا من الضفة الغربية للنيل بمدينة إسنا. ويعود تاريخه إلى العصر الروماني؛ حيث بدأ إنشاءه في عصر الإمبراطور الروماني كلاوديوس في القرن الأول الميلادي، وإنتهى تزينه بالنقوش في عصر الإمبراطور ديسيوس بين عامي 251 -249 ق.م. وكُرس المعبد لعبادة الإله خنوم في هيئة الكبش.