في ديسمبر 2017 قدم الاتحاد العالمي للصم، وهو اتحاد يضم 135 جمعية وظنيه للصم في العالم، اقتراح لمنظمة الأمم المتحدة، للاحتفال باليوم العالمي للإشارة، وتبنت البعثة الدائمة لأنتيجو وباربودا لدى الأمم المتحدة القرار 161/72بالشراكة مع 97 دولة عضو، واُعتمد بتوافق الآراء.
لتعلن الجمعية العامة للأمم التحدة، يوم 23 سبتمبر من كل عام، والذي يوافق غدا الجمعة، بوصفه اليوم الدولي للغات الإشارة لإذكاء الوعي بأهمية لغة الإشارة في الإعمال الكامل لحقوق الإنسان لفئة الصم.
وقد أشار قرار الجمعية العامة، إلى ضرورة الاستفادة المبكرة من لغة الإشارة والخدمات المقدمة بها، بما في ذلك التعليم الجيد بلغة الإشارة، الذي يعد أمرا حيويا لنمو أبناء فئة الصم ونمائهم ومطلب بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا، وبما يضمن العمل مع فئة الصم من باب الأخذ بمبدأ ‘لا غنى عن رأينا في أي شأن يخصنا’.
ووقع الاختيار على تاريخ 23 سبتمبر لأنه تاريخ انشاء الاتحاد العالمي للصم في عام 1951. ويمثل هذا اليوم يوما لميلاد منظمة دعوية واحد من أهم أهدافها هو الحفاظ على لغات الإشارة وثقافة الصم بوصف ذلك من المتطلبات الأساسية للأعمال الكامل لحقوق الإنسان لفئة الصم.
وأحتفل لأول مرة باليوم الدولي للغات الإشارة في 2018 في إطار فعاليات الأسبوع الدولي للصم، كما أُحتفل بأول أسبوع دولي للصم في سبتمبر 1958، وتطور منذ ذاك إلى حركة عالمية يُراد منها الوحدة بين فئة الصم والتوعية المركزة على إذكاء الوعي بقضاياهم والتحديات اليومية التي يواجهها.
وتم تحديد اليوم العالمي للصم والبكم في السبت الأخير من شهر سبتمبر من كل عام بواسطة الاتحاد العالمي للصم، قبل أن تعتمد الأمم المتحدة اليوم الدولي للغات الإشارة في 23 سبتمبر من كل عام.
وفي البداية كان اليوم العالمي للغات الإشارة يوم احتفال منعزل، لكنه أصبح تتويجا لأسبوع من الاحتفالات، يعرف بالأسبوع العالمي للصم ويعد اليوم الدولي للغات الإشارة فرصة فريدة لدعم وحماية الهوية اللغوية والتنوع الثقافي لجميع الصم ومستخدمي لغة الإشارة الآخرين.
وخلال الاحتفال عام 2022 باليوم الدولي للغات الإشارة، سيسلط العالم الضوء مرة أخرى على الوحدة التي تولدها لغات الإشارة لدينا. تحافظ مجتمعات الصم والحكومات ومنظمات المجتمع المدني على جهودهم الجماعية - جنبًا إلى جنب - في رعاية وتعزيز والاعتراف بلغات الإشارة الوطنية كجزء من المناظر الطبيعية اللغوية النابضة بالحياة والمتنوعة في بلدانهم.
ويوجد 70 مليون أصم في كل أنحاء العالم بحسب إحصاءات الاتحاد العالمي للصم. يعيش 80% من أولئك الصم في البلدان النامية، ويستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة.
ولغات الإشارة هي لغات طبيعية مكتملة الملامح على الرغم من اختلافها هيكليا عن لغات الكلام التي تتعايش معها جنبا إلى جنب. وتوجد كذلك لغة إشارة دولية يستخدمها الصم في اللقاءات الدولية وأثناء ترحالهم وممارسة نشاطاتهم الاجتماعية. وتعتبر تلك اللغة شكلا مبسطا من لغة الإشارة وذات معجم لغوي محدود، ولا تتصف بالتعقيد مثل لغات الإشارة الطبيعية.
أهمية لغات الإشارة ومتى ظهرت؟
ولغة الإشارة تعتبر من أقدم وسائل التواصل والتخاطب للصم والبكم، وقد ظهرت في إسبانيا في القرن 17 للتعامل مع من لا يملكون القدرة على الكلام والسمع.
وتعتبر من اللغات التي تستخدم فيها لغة اليدين بإشارات محددة، وتكون الإشارات تبعا لكل حرف من الحروف الأبجدية، ومن خلالها يمكن تكوين جمل.
ولغة الإشارة ليست قاصرة فقط على حركة اليدين، فهي تشمل تعابير الوجه، وحركة الشفاه والتعابير بحركة الجسم.
ولغات الإشارة هي لغات طبيعية تختلف عن اللغات المنطوقة، وهي لغة دولية أيضا وإن كان لكل بلد لغة إشارة خاصة بها تختلف عن باقي الدول، وهي انعكاس لتاريخ وثقافة وعادات المجتمع والبيئة التي يعيش فيها الأصم.
وترجع أهميتها لأنها تعمل على التواصل بين الصم والبكم والناس، وتنقل المشاعر المتبادلة بينهم، كما أنها تساعد على التعبير عن حاجاتهم، وتعمل على تطور العلاقات الاجتماعية والمعرفية والثقافية للأفراد.
ومن جانبها قالت منظمة الأمم المتحدة على صفحتها الخاصة، إن اليوم الدولي للغات الإشارة يعد فرصة فريدة لدعم وحماية الهوية اللغوية والتنوع الثقافي لجميع الصم ومستخدمي لغة الإشارة الآخرين.
وأوضحت المنظمة، أن اتفاقية إتاحة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام لغات الإشارة تدعو إلى تعزيز استخدام لغة الإشارة العالمية، كما أن التساوي بين لغات الإشارة واللغات المتكلمة تلزم الدول الأطراف بتسهيل تعليم لغة الإشارة وتعزيز الهوية اللغوية للصم.
الصم والبكم في مصر
وبالتزامن مع إحياء اليوم العالمي للغات الإشارة، تتجه الأنظار نحو الصم والبكم في مصر، فـ وفقا للاتحاد العالمي للصم، يوجد في مصر أكثر من 7.5 ملايين نسمة من الصم والبكم، يمثلون 10% من الصم والبكم في العالم، والذين يقدر عددهم على مستوى العالم بـ 72 مليون شخص، أكثر من 80% منهم يعيشون في البلدان النامية ويستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة.
وتشير آخر إحصائية أصدرتها المنظمة المصرية لمتحدي الإعاقة عام 2000،إلى أن أعدادهم في مصر تتجاوز الـ 3 ملايين شخص.
وتحتفل مصر في الأسبوع الأخير من شهر سبمتبر كل عام بأسبوع الصم والبكم في مصر، حيث يجري التركيز على حقوق الصم والبكم والتوعية الصحية بـ أسباب فقدان السمع وضعفه، وكيفية علاجه وكيفية التشخيص.
أسباب ضعف وفقدان السمع
- فقدان وضعف السمع يحدث للأطفال عند الولادة أو عند الكبار، ومن أسباب ذلك:
- إصابة الأم أثناء فترة الحمل بالتهابات فيروسية وبكتيرية مثل: الحصبة الألماني، والتي تؤثر على العصب السمعي.
- الأسباب الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب.
- كثرة التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
- التعرض للضوضاء المرتفعة من الميكروفونات ذات الصوت الصاخب.
- العمل في مهن بها أصوات ماكينات صاخبة مثل الحدادة، قد يسبب فقدان السمع بشكل تدريجي أو ضعفه.
- استخدام الأدوية الضارة بالعصب السمعي، مثل: بعض المضادات الحيوية التي بها مواد فعالة وهي: الاستربتومايسين، كانا ميسين، الجنتاميسين.
- استخدام الأسبرين لفترات طويلة.
- ارتفاع ضغط الدم والسكر يؤدي إلى ضعف الأعصاب ومن بينها العصب السمعي.
- انخفاض الضغط والسكر المفاجئ أيضا يؤدي إلى ضعف وفقدان السمع.
- الإصابة المباشرة للرأس مثل: الحوادث أو الصفعات.
تأهيل وتعليم الصم والبكم في مصر
يوجد عدد من المدارس الخاصة بالصم والبكم في مصر يتجاوز عددها الـ 300 مدرسة، وتتنوع ما بين ابتدائي وإعدادي وثانوي، لكنها تركز في تعليمها على المهن التي تتناسب مع ضعاف السمع وتهمل الجانب التعليمي.