لا تزال الاحتجاجات والتظاهرات تضرب المدن الإيرانية على خلفية مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق التابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على إثر اتهامها بارتداء ملابس غير محتشمة، وهو ما أجج الأوضاع الداخلية في فترة حرجة من عمر النظام الإيراني الحاكم.
على إثر الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة طهران ومدن مشهد وعيلام وغرمسار وهمدان، بالإضافة إلى إقليم الأحواز وبعض المدن الكردية، سقط عدد من القتلى وسط صفوف المتظاهرين، فضلًا عن قتلى أخرين في صفوف قوات الأمن جراء تصاعد الاشتباكات بين الطرفين في تلك المدن.
وعمد المتظاهرون على ترديد شعارات تنادي برحيل النظام الإيراني الحالي، كما اعتلى المتظاهرين عددًا من مباني البلديات في المدن الإيرانية وأزالوا صور الخميني وخامنئي وقاسم سليماني من على تلك المباني، وأحرقوا تلك الصور في إشارة إلى رفضهم لممارسات الأمن الإيراني بشكل خاص والنظام الإيراني بشكل عام.
وعمدت النساء على المشاركة في تلك التظاهرات الاحتجاجية رفضًا لما اعتبره "قمع الحريات"، حيث تظاهرن بأعداد كبيرة وخلعن الحجاب، وفي بعض الأماكن أقدمن على إحراق الحجاب وقص شعرهن، احتجاجًا على ممارسات النظام الإيراني بحق النساء.
كما اشتركت الجامعات الإيرانية في تلك التظاهرات العارمة، حيث خرج الطلبة من جامعات "الزهراء" و"تبريز" في تظاهرات تطالب برحيل النظام، ما تسبب في إعلان السلطات الأمنية إطلاق قوات الوحدة النسائية الخاصة لقمع المتظاهرات والنساء في الجامعات والشوارع، وتم اقتياد بعضهم إلى أقسام الشرطة.
كما استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في أماكن مختلفة، ما أدى إلى تصاعد حالة الغضب الشعبي ضد الممارسات الأمنية للحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج التي تعمد إلى اعتقال المتظاهرين واقتيادهم للمعتقلات.
وكشفت المنظمات الحقوقية المتابعة للأوضاع في إيران عن سقوط ما لا يقل عن 8 قتلى في صفوف المتظاهرين، نتيجة اعتداءات قوات الأمن، فيما كشفت وسائل إعلام إيرانية عن سقوط 3 من عناصر الأمن والباسيج خلال المواجهات التي جرت بين المتظاهرين وقوات الأمن الإيراني في مناطق مختلفة.