الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"الفكر العربي" تناقش الحروب الاقتصادية الجديدة وتهديد الأمن الغذائي العالمي

جانب من الندوة
جانب من الندوة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواصل مؤسّسة الفكر العربي عقد ندواتها الافتراضية التي تنظمها كل يوم خميس من شهر سبتمبر، حول موضوع "الحروب الجديدة"، في هذا الإطار عُقدت الندوة الثانية تحت عنوان "الحروب الاقتصادية الجديدة"، التي قد تشكل بديلا عن الحروب العسكرية في الحاضر والمستقبل. 

تناول فيها الخبراء المختصّون رؤيتهم حول تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التي شكّلت نموذجاً صارخاً للحرب الاقتصادية وتهديداً للأمن الغذائي العالمي وذلك تحقيقاً لأهداف سياسية وعسكرية واقتصادية. 
قدّمت الندوة الإعلامية المتخصصة في المجال الاقتصادي سابين عويس التي رأت أن النماذج الجديدة من الحروب الاقتصادية خرجت عن إطارها التقليدي وتجلت أخيرا في نموذجين قد لا يكون ظاهرهما اقتصاديا وإنما نتائجهما وخلفياتهما اقتصادية بامتياز. 
وأوضحت  عويس أن جائحة كورونا وحرب روسيا على أوكرانيا، هما حربان دفعت ثمنهما الشعوب في العالم كذلك الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن النماذج الجديدة من الحروب الاقتصادية لم تخل من اللجوء إلى العنف، كما هي الحال في الحرب الروسية الأوكرانية، مضيفة أن الخاسر الأكبر في الحروب الاقتصادية ليس الأنظمة أو الدول بل اقتصاداتها وشعوبها التي تتحمل كلفة الحروب من مواردها.
وتساءلت عويس: هل كان يمكن تلافي الحرب العسكرية والاكتفاء بفرض العقوبات على روسيا؟ وهل هناك خشية أن تتحوّل إلى حرب استنزاف تُزعزع الاستقرار الاقتصادي العالمي والتوازن القائم في ظلّ التكتّلات الاقتصادية؟ ما الإمكانات والقدرات المتاحة عربياً لمواجهة تزايد الفقر والبطالة والتضخم واختفاء السلع وتراجع الخدمات؟.
هذه الأسئلة وغيرها كانت حاضرة في نقاشات الندوة.

في حين رأى الدكتور سعيد الشيخ  مدير عامّ مركز الدراسات والاستشارات في جامعة الأعمال والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية، أن الحروب الاقتصادية الجديدة أخذت أبعادا مختلفة عن الحروب الاقتصادية التي شهدها القرن الفائت، وذلك بسبب ارتباط العالم مع بعضه بعضاً من خلال وسائل التواصل والتكنولوجيا المتطوّرة، شارحا أن أبعاد الحروب الاقتصادية تتمثل بفرض العقوبات ووضع القيود على التعاملات المالية ما أدى إلى نتائج خطيرة أصابت العملة الروسية في بداية الحرب.
وأكد أن الصراعات والخلافات السياسية أسهمت في تجميد عملية التكامل العربي في ظل الأزمات الدولية، فضلاً عن تدخل الدول الإقليمية في الشؤون العربية الداخلية، ثم توقف عند أهمية الجهود العربية المتمثلة بالتعاون السعودي المصري لمواجهة التحديات الراهنة والحد من تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية.
وحذر الدكتور سعيد الشيخ خلال مداخلته من تأثيرات موضوع الطاقة ليمتد إلى جميع أنحاء العالم ما يضع أمام الدول الناشئة والفقيرة تحديات كبيرة ومعقدة، واعتبر أن الاتحاد الأوروبي يواجه مشكلة كبيرة بعد أن فرضت روسيا قيودا على تصدير النفط والغاز وارتفعت الأسعار عالميا، فيما استبعد الشيخ أن تُجبر روسيا على الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب وفرض الإرادة الأميركية خصوصاً بعد تعزيز التحالف الروسي الصيني.
كما كانت هناك مداخلة لمدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي الدكتور جهاد أزعور الذي أكد أن الحرب الروسية الأوكرانية أتت في ظرف اقتصادي صعب بعد أزمة جائحة كورونا وتراجع النمو الاقتصادي العالمي، محذرا من أن الأزمة الحالية تضعف عددا كبيرا من الدول وتحد من قدرتها على المواجهة خصوصا في كيفية الحصول على السلع الأساسية.
ولفت إلى أنه علينا أن نفرق بين التأثير المباشر للأزمة وقدرة الدول على المواجهة فضلا عن مستوى اندماج هذه الدول في الاقتصاد العالمي.
أمّا أستاذ العلوم الاقتصادية في جامعة محمد الخامس في الرباط الدكتور نور الدين العوفي فرأى أن الحروب الاقتصادية غير منفصلة عن الحروب العسكرية وهي متشابكة ومتداخلة، إذ في حالات كثيرة تمهّد الحروب الاقتصادية للقيام بأعمال عسكرية،مؤكدا على أنه كان من الممكن إيجاد وسائل سلمية أخرى لتلافي الدخول في الحرب لكن البحث عن السيادة دفع بروسيا إلى شنّ هذه الحملة العسكرية.

وأرجع هذا التضّخم الحاصل في العالم إلى أنّه تضخّم مستورد ومتعمد لتحقيق أهداف عسكرية واقتصادية.
ثمّ استعرض الدكتور نور الدين العوفي بالأرقام مستويات انخفاض الأمن الغذائي مؤكداً أن شروط الصمود العربي متوفرة إن تشكلت قوّة اقتصادية عربية عبر رؤية مشتركة واضحة.
وأنهى مداخلته بالإشارة إلى أن أميركا تراهن على أزمة داخلية في روسيا لتغيير النظام، فيما تراهن روسيا بدورها على تحركات جماهيرية واضطرابات في داخل الاتحاد الأوروبي لتحقيق أهدافها وفرض شروطها.
كما شهدت الندوة عرض تقريرين مسجلين: الأول حول أحد نماذج الحروب الاقتصادية الجديدة المتمثل في الحرب الروسية على أوكرانيا، ويسلط الضوء على معالم الحروب الجديدة كفرض العقوبات على البنوك والبورصة وأسواق المال والطيران، إضافة إلى فرض القيود على الاستيراد والتصدير، أمّا التقرير الثاني فيتناول مخاطر الحرب الروسية الأوكرانية على الأمن الغذائي العالمي كارتفاع أسعار المواد الغذائيّة والطاقة والتوقّف عن تصدير الحبوب.

IMG-20220922-WA0012
IMG-20220922-WA0012
IMG-20220922-WA0011
IMG-20220922-WA0011
IMG-20220922-WA0010
IMG-20220922-WA0010