اتسمت مصر خلال بدايات القرن العشرين وحتى منتصفه بنمط تاريخي أوروبي، حيث تأثرت بالاحتلال الإنجليزي الذي دام ما يقرب من ٧٤ عاما، مما جعلها من أجمل بلاد العالم في ذلك الوقت.
وقد وظهر ذلك واضحا في شكل المعمار الإنجليزي، وقد صممت ميادين وشوارع القاهرة على النمط الأوروبي وامتلأت شوارعها بكافة ملامح الحياة الأوروبية، وحتى الأزياء التي كان يرتديها المصريون في ذلك الوقت كانت مصنوعة بطراز أوروبي متنوع.
كما شهدت مصر في ذلك الوقت إقبال الكثير من مواطني بعض الدول الأوروبية وخاصة اليونان وفرنسا وقبرص للاندماج والعمل بالقاهرة والإسكندرية، حيث كانت مصر تملك اقتصادا قويا جعلها جاذبة لجميع الجنسيات العالمية، فرأينا الخادم السوداني والطباخ الفرنسي والموظف الإنجليزي والقهوجي اليوناني.
ورغم عدم الوعي الكافي وقلة جودة التعليم في مصر ذلك الوقت، إلا أن المصريين كانوا يتسمون برقي التعامل في كافة مجالات الحياة، بداية من تعامل أفراد الأسرة داخل البيت الواحد وحتى العلاقات داخل مؤسسات العمل.
وظهر هذا جاليا في أفلام الأبيض والأسود التي جسدت كل معاني الإنسانية الراقية، فرأينا أعمالا فنية تحث على التمسك بالخير والحب والتعاون والخوف من الله والتمسك بعادات وتقاليد المجتمع المصري، والبعد عن الشر والكراهية والأنانية.
وتعتبر السينما المصرية من أقدم سينمات العالم ليس فقط الشرق الأوسط، وقد احتضنت كافة نجوم العالم في ذلك الوقت، فكانت بمثابة هوليوود الشرق التي شهدت الكثير من الأعمال الفنية المتميزة، وقد ظهر فنانون من إيطاليا وقبرص واليونان وإنجلترا في الكثير منها.