كانت "طقوس فتح الفم" فى مصر القديمة تجرى على المومياء بعد انتهاء التحنيط، والفم في الثقافة المصرية القديمة هو المكان الذي تدخل منه الروح لتبدأ الحياة مع ولادته والمكان الذي تخرج منه عند الوفاة، كان الكهنة يستخدمون فى شعائر فتح الفم أداة تأخذ شكل مجموعة الدب الأكبر النجمية ومصنوعة غالبا من الحديد.
وقد ذكرت نصوص الأهرام مجموعة الدب الأكبر كأول المحطات التى تمر بها الروح فى رحلتها الى العالم الآخر، فالدب الأكبر اذن هى البوابة الأولى التى تفتح وعى الانسان بالعالم الآخر وتعدل من ذبذباته لكى يستطيع العبور من بوابات أخرى لكى يصل الى عالم البرزخ، وأول من قام باقامة شعائر فتح الفم هو حورس عندما أجرى ذلك الطقس لأبيه أوزير (أوزوريس).
وفى "طقوس فتح الفم" كان الكهنة يقيمون المومياء بشكل رأسي أمام لوحة حجرية “Stela” مكتوب عليها اسم ومعلومات عن المتوفي وخلف اللوحة هناك حجر على شكل مخروطي موضوع فوق قاعدة وكان ذلك الشكل هو أحد أشكال حجر البن بن وحجر الـ "بن بن" وهو أول الأشكال المنتظمة التى خرجت إلى الوجود من محيط نون الأزلى (محيط الفوضى).
وكما كان ظهور حجر الـ "بن بن" علامة على بداية الخروج من عالم الباطن إلى عالم الظاهر/التجسد فهو أيضا فى شعائر فتح الفم علامة على العودة مرة أخرى ومن عالم الظاهر/التجسد الى عالم الباطن، وكان المصري القديم يعتبر ان طقس فتح الفم مهم جدا لكي تستطيع الروح الدخول الي الجسد مرة اخري وعند البعث والحساب في الحياة الأخري وبردية كتاب الموتي التي تحدثت عن هذه الطقوس موجود بالمتحف البريطاني.