استضاف جاليري "تخشينة"، بمقر معهد جوته بوسط البلد "، مساء اليوم الأربعاء، افتتاح معرض ''سيزيف'' بمناسبة حصول الفنان محمد عبلة على ميدالية جوته.
ويستمر المعرض من 22 سبتمبر الجاري وحتى ٢٨ أكتوبر المقبل.
يسلط معرض سيزيف الضوء على رحلة محمد عبلة الفنية ويقدم فرصة نادرة للزوار للغوص في حوار بين أرشيف الفنان الشخصي ومجموعة مختارة من أعماله.
وتم تكريم الفنان محمد عبلة كأول فنان تشكيلي عربي يحصل على وسام جوته، من قبل رئيسة معهد جوته كارولا لينتزفي. وكان ذلك في احتفالية كبرى أقيمت في مدينة فايمار الألمانية، بحضور أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية، وبينيامين إيمانويل هوف وزير الشئون الثقافية والمحلية والأوروبية.
ويُعّد وسام جوته أرفع وسام شرف رسمي لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وأهم جائزة في سياستها الثقافية الخارجية. حيث يتم تكريم الشخصيات التي تلتزم بشكل خاص بالتبادل الثقافي الدولي أو نشر اللغة الألمانية. وتقترح معاهد جوته في الخارج المرشحين بُناءً على أهميتهم الثقافية والسياسية وعملهم الفني، ويتم اختيار الفائزات والفائزين من قبل لجنة تحكيم متخصصة مكونة في العلوم والفنون والثقافة.
وتم التبرع بميدالية جوته من قبل مجلس إدارة معهد جوته في عام 1954، كما تم الاعتراف بها كشارة شرف رسمية من قبل جمهورية ألمانيا الاتحادية في عام 1975. منذ منح الجائزة لأول مرة عام 1955، تم تكريم 371 شخصية من 69 دولة.
وقالت منسقة المعرض، نورا سيموني عبلة: تمثال سيزيف لمحمد عبلة هو تمثال مستوحى من الأسطورة اليونانية القديمة. وقد صُنع التمثال من أجل أن يوضع في مساحة عامة في مدينة "فالسروده" الواقعة شمال ألمانيا، وهو مازال يحتل مكانه حتى الآن. ولا يخفى على أحد أن التمثال يرمز لشخصية محمد عبلة ولحياته بأكثر من طريقة. وإنما، أيضا، يجسد رحلته الفنية وتوقه الدائم لإيجاد طرق إبداعية جديدة للتعبير عن أفكاره، مهما كان الطريق وعِر.
وأضافت: فمنذ وصوله إلى ألمانيا في بداية عام 1978، لم يتوقف عبلة عن محاولة استيعاب الثقافة الغربية وطريقة الحياة في الغرب، مع التأكيد المستمر على هويته كفنان شرقي ومصري. لذلك، يقول محمد عبلة دائما إنه من المستحيل أن تهب نصف حياتك فقط للفن، بل عليك أن تهب الفن حياتك كلها.
وتابعت: تعتبر حياة محمد عبلة أفضل تجسيد لمقولته، فحياته فنه وفنه حياته. وقد حدث الكثير منذ عام 1993، الذي فاز فيه بالمسابقة العامة، واستقر فيها تمثال سيزيف في مكانه. وقد دعاه التكريم الأخير عن مجمل أعماله بمنحه ميدالية جوته لتذكر رحلته، وأن نتذكر العديد من المحطات المهمة في مشواره. فالمعرض يحكي قصة خسارة كبيرة وبداية جديدة، قصة محب للنيل وعاشق لمصر، وقصة فنان لا يكل ولا ييأس.