الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لا تطفئ شمس بيتك وتلعن الظلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كثير من الأسر رغم أن الوضع المادي مستقر، ومتطلبات البيت مجابة، إلا أن تلك الأسر  يسودها حاله من النكد الأسري والبُعد، فنجد أسرة مستقرة ماديا والأبناء في حالة نفسية سيئة نتيجة الخلافات المستمرة بين الأب والأم. 
وإن بحثت ستجد أحد الزوجين أطفأ الشمس 
نعم، أحدهم قتل في الآخر شيئا فمثلا نجد زوج يقول لزوجته (ماوراكيش غير الكوافير واللبس والميكب وانتي في البيت عيب عليكي انتي ولادك بقوا طولك). 
فتبدأ الزوجة تتراجع عن الاهتمام بنفسها شيئا فشيئا حتي تصبح مجرد دادة للأولاد ومدبره للمنزل ويعود الزوج ليشتكي إهمال الزوجه لنفسها ولمتطلباته الزوجيه.
أو نجد رجل دائم التدليل والتغزل في زوجته فيكون ردها (إيه الكلام بتاع المراهقين ده احنا ولادنا مش صغيرين عيب)، فيبحث الزوج عن متنفس لمشاعره خارج البيت وتعود صاحبتنا تندب حالها وتشتكي هجر زوجها وجفاء تعامله معها. 
فهل حاسب كل منا نفسه حينما اطفأ شمسه بيده حينما قتل في الآخر نقطة ضوء كانت تنير بيته!!
وبعد ذلك يلقي كل منهم تبعة فعلته على الآخر فلا يري أي منهم فعله وإنما يرى ردة فعل الآخر. 
ترى من المسؤول عن صنع السعادة في البيت هل هو الزوج أم الزوجة؟
الإجابة الاثنين مسئولان عن صنع السعادة فلا ينتظر طرف من الزوجين السعادة من الآخر دون أن يجتهد في صنعها، والسعي  إليها بطرق مختلفة.
ومن وجهة نظرى الشخصية أرى أن الزوجة بما تمتلكه من  قلب حنون رحيم، وأنوثة رقيقة، وقدرة على  تحمل الضغوط والصعاب  هي  المسؤولة الأولى عن صنع السعادة لزوجها ولنفسها وأسرتها 
فهي بمشاعرها المرهفة تغلب عواطفها على عقلها، وبقائها معظم الوقت في البيت، فهي الأكثر احتياجآ إلى الشعور بالسعادة من الزوج المشغول بعمله لساعات طوال خارج البيت  بهدف كسب المال لتوفير حاجيات أسرته المادية، إضافة إلى كون الرجل قادرا على فتح أبواب أخرى لإسعاد نفسه خارج   البيت سواء بالتنزه مع أصدقائه، أو مقابلتهم يوميا أو أسبوعيا،  وزيارة أهله وقتما شاء.
أما  الزوجة فلا سبيل لها سوى زوجها الذي من المفترض أن يكون أول وأهم مصادر سعادتها في هذه الحياة، حتى تستطيع الاستغناء به عن الجميع ولا تقع في براثن الفتن المهلكات في الدنيا والآخرة.
فهي الأجدر على تغيير مزاج زوجها إلى الأفضل بحسن استقبالها بابتسامه بشوشة وكلمات رقيقة تعبر فيها عن شوقها لرجوعه وتخفف عنه عناء عمله بمظهرها المهند وابتسامتها الرقيقة وكلماتها العذبة. 
حتي في العلاقات الحميمية يكون الدور الأكبر في إنجاح العلاقة للمرأة، وهذا لا ينفي أبدًا أن للزوج دور كبير.
فلو قابلت لهفة زوجتك عند رجوعك بكلمات جافه فلن تعيدها عليك وستتجاهل رجوعك!!!
إن لم تثني على جمالها واهتمامها بنفسها واولادها فلن تعيرك اهتمام  ولن تجد منها ما يرضيك !!
إن لم توفر لها متنفس للحديث وللمشاعر من خلالك وأعطيتها وقتا يكفيها للحديث والنقاش ولو في أمور تافهة من وجهة نظرك ستفتح أبواب للشيطان وللجروبات التي تخرج السيدات أسرار بيوتها من خلالها كمتنفس لم تجدها في بيتها.
أما إن كانت المرأة عاملة، وتتحمل عناء العمل صباحا والأسرة مساء، فالعبء سيكون أكبر على الزوج؛ لأنه مطالب أن يقاسمها اهتمامات المنزل بنوع من الرضا والمحبة لا الإجبار ليدوم بينكما المودة والمحبة. 
كل هذه الأمور تؤثر إيجابا على حالة الزوجين والأبناء النفسية والذهنية والجسدية أيضا، وتهون عليهم كثيرا من ضغوطات وأعباء الحياة، وتجعلهم في علاقة ناجحة على المستوى  العملي  وفي العلاقات الاجتماعية.
ابحثوا عن النور في بيوتكم واعملوا على الحفاظ عليه لا تقتل في شريك حياتك شيء جميلا وتعود لتبكي علي فقدان هذا الشيء وانت بيدك من أفسده 
الزواج مشاركة واهتمام تماما كشريكين في عمل يسعى كل منهم لإنجاح هذه الشراكة بكل الأشكال وفي المساء يجتمعان على ضوء الشموع ينظران إلى العثرات التي تخطياها معًا، ويضحكان معًا ضحكة المنتصر، ويشبكا أيديهما استعدادا لمواجهة القادم بكل حب.