على أوتار الشقى والاجتهاد يعمل الرجل السبعيني، على صناعة العود أهم الآلات الموسيقية التي لها تاريخ طويل في الفن العربي القديم، حيث اشتهرت في مصر خلال السنوات الماضية.
بين الأزقة الضيقة في شوارع منطقة وسط البلد، يعمل عادل نوفل البالغ من العمر ٧٣ عاما، في ورشة تخطى عمرها الـ ١٠٠ عاما، على صناعة العود بداية من تصميمه في قطعة من الخشب حتى اللمسة النهائية، حيث عمل في هذه المهنة من أكثر من ٦٤ عاما، إذ عمل مع العديد من المهنيين في هذا المجال الأمر الذي يجعله يتقن العمل فيها.
كانت بداية نوفل في الصغر بشارع محمد علي، حتى تعمل تلك المهنة الفريدة من نوعها ولكن رغم تقدم عمره لا زال يتعلم يوميا في هذه المهنة.
يقول عادل نوفل: إن صناعة العود ليست أمرا بسيطا ولكنها تحتاج إلى فن كبير، حيث يتم تصنيع هذه الأعواد من خلال قياسات معينة، والعمق المعين حتى في النهاية يخرج الصوت المراد إخراجه.
ويضيف الرجل السبعيني أن الشخص الذي يعمل في هذه المهنة يحتاج طوال عمره حتى يتقن فن هذه المهنة، ولكن صرنا اليوم نعاني من هذه المهنة بعد دخول من يعلم ومن لا يعلم بالعمل بها، وهذا ينبأ بأنها في طريقها للانقراض.
وأشار نوفل إلى أنه يوجد بعض الدول العربية تصنع هذه العيدان مثل سوريا والعراق ولبنان ولكن مصر هي الأساس، حتى أن الصين عملت على تصنيع العود ولكن حلة العود صنعوها من البلاستيك وقطعة واحدة وهذا لن يعطي الصوت الطبيعي الذي يخرج من العود لأنه من المفترض أن هذا العود يتم تجميعه من ١١ قطعة من الخشب ليصدر الصوت الطبيعي.
وعن طبيعة العلاقة بين الرجل ومهنته يقول: "الشخص لما يمسك العود بيحطه على قلبه وهنا بيحس بالراحة، أنا بحب المهنة دي بكل تفاصيلها علشان كده لسه شغال فيها، والعمل كان قبل خمسين عاما مختلف عن هذه الأيام نهائيا".
وأضاف أن غلاء الأسعار يتسبب في حالة من الركود في البيع والشراء، لأنه كان يوجد خامات توضع في العود ليست موجودة حاليا، الأمر الذي صار يؤثر علينا في العمل، كما أن ثقافة الشعب ليست كما كانت في الماضي، ما تسبب في ركود البيع والشراء وبالتالي صرنا نعتمد على التصدير إلى الخارج".