دعت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفياتلانا تسيخانوسكايا الأمم المتحدة إلى السعي لمحاسبة ألكسندر لوكاشينكو على الجرائم التي ارتكبها، مشيرة إلى أنه لا ينبغي الاعتراف به كزعيم شرعي لبيلاروسيا، بحسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وفي حديثها للشبكة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تعقد في ولاية نيويورك الأمريكية، والتي قالت إنها كانت تحضرها لتكون "صوت الشعب البيلاروسي"، أوضحت تسيخانوسكايا إنها تعتقد أن الأمم المتحدة يمكنها أن تفعل أكثر بكثير فيما يتعلق بمواجهة الأزمة في بيلاروسيا.
ونوهت الشبكة إلي أن لوكاشينكو، الذي يُطلق عليه "آخر ديكتاتور أوروبا"، تشبث بالسلطة في الدولة الواقعة في شرق أوروبا على مدى عقود، وفي عام 2020 ظل في منصبه على الرغم من أن الانتخابات التي أُدينت إلى حد كبير بأنها ليست حرة ولا نزيهة.
ودعت تسيخانوسكايا مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إلى عقد جلسات استماع بشأن بيلاروسيا، وقالت إن الأمم المتحدة يمكن أن تحاسب لوكاشينكو على الجرائم التي ارتكبها وانتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب، بما في ذلك "اختطاف" طائرة تابعة لشركة"Ryanair" في عام 2021 لاعتقال ناشط، وخلق أزمة هجرة على طول الحدود مع بولندا، ونشر محتمل لأسلحة نووية روسية في بيلاروسيا.
وقالت تسيخانوسكايا للشبكة إن هناك ما يقرب من 2000 جندي روسي يتدربون في بيلاروسيا ويجب عليهم مغادرة البلاد، وتابعت: "نحن ندرك أن الاهتمام كله الآن منصبا على أوكرانيا، لكن بيلاروسيا جزء من هذه الأزمة".
وأضافت: "نحن نتفهم أنه يمكن للقوات الروسية العودة في أي لحظة". ولفتت تسيخانوسكايا إلي إن لوكاشينكو "يمنح أراضينا بحرية للقوات والمعدات الروسية"، مضيفة أن لوكاشينكو مواليًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لأنه المصدر الوحيد لسلطته".
كما دعت تسيخانوسكايا المجتمع الدولي إلى تعزيز عقوباته ضد النظام، بما في ذلك العقوبات الثانوية. كما دعت إلى زيادة الدعم للمجتمع المدني.
فيما أكد الرئيس البولندي أندريه دودا دعم بلاده لأوكرانيا وللاجئين الذين فروا من البلاد التي مزقتها الحرب.
وقال دودا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة: "أنا أحد هؤلاء السياسيين الذين اعتقدوا حتى قبل الحرب أن أوكرانيا ستنجح في الدفاع عن نفسها".
ولفت الرئيس البولندي إلي إن أكثر من 6 ملايين لاجئ أوكراني فروا عبر الحدود إلى بولندا منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقال إن بعضهم الآن "ضيوف دائمون"، ولا يزال حوالي مليوني شخص يعيشون في بلاده، بينما يتنقل آخرون ذهابًا وإيابًا بين بولندا وأوكرانيا.
وأوضح دودا "اليوم، أنا مقتنع بأن أوكرانيا ستنتصر، وأن اللاجئين سيعودون إلى ديارهم، وأن أوكرانيا ستتم إعادة بنائها"، وتعهد بأن بولندا وحلفائها سيبذلون "قصارى جهدهم لتحقيق ذلك".
كما تحدث الرئيس البولندي عن انعدام الأمن الغذائي وأشار إلي المخاوف بشأن تدمير القوات الروسية للمحاصيل أو منع شحنات الحبوب. وقال إن بولندا "ستبذل قصارى جهدها" للمساعدة في تسهيل تصدير الحبوب، واصفا الجوع بأنه مسألة هامة.
وقال دودا إن روسيا "لا تهدد أوكرانيا فحسب، بل تهدد العالم بأسره"، مشيرًا إلى التهديد بحدوث كارثة نووية في أوروبا جراء الأوضاع المقلقة في محطة زابوريزهزهيا للطاقة النووية.