في مثل هذا اليوم 20 سبتمبر 1999م، توفيت النجمة السينمائية تحية كاريوكا، عن عمر يناهز الـ 84 عاماً إثر تعرضها لجلطة رئوية حادة بعد عودتها من رحلة العمرة، وكان لتحية كاريوكا مواقف كثيرة أثناء عملها السينمائي، منها حينما سارت على السجادة الحمراء بالملايا اللف وقامت بضرب النجم العالمي "داني كاي" بالشبشب في مهرجان "كان".
ففي عام 1956م أثناء انعقاد مهرجان كان السينمائي بفرنسا شارك الفيلم المصري "شباب امرأة" بطولة تحية كاريوكا وشكري سرحان في دورة المهرجان بحضور أبطاله ومخرجه رائد الواقعية "صلاح أبو سيف".
ولم يلق الوفد المصري نفس الحفاوة والتكريم بل والاهتمام الإعلامي الذي حظي به نجوم هوليود، بالطبع لم يعجب هذا الموقف “تحية” التي قررت أن تلفت الأنظار إليها وإلى فيلمها بخبرة الممثلة القديرة وذكاء بنت البلد.
في حفل الافتتاح كانت تحية كغيرها من نجمات هوليود ترتدي فستان سهرة غاية في الأناقة إلا أنها قررت العودة إلى غرفتها في الفندق ، كي تبدل ملابسها الباريسية الأنيقة ، لترتدي زيًا مميزا أحضرته معها يعبر عن المرأة المصرية الأصيلة ، وهو «ملاية لف وشبشب بوردة» وسارت به على السجادة الحمراء متقمصة شخصية "شفاعات" وهو اسمها في فيلم "شباب امرأة" وبدأت تتجه إليها أنظار الحضور وعدسات المصورين مصحوبة بالتساؤلات : من هذه؟ و من أين أتت؟
هنا عرف الجميع أن ثمة سينمائيين مصريين ، وأن هناك نجمة تدعى "تحية"، وهناك فيلم هو "شباب إمرأة" ..
إلا أن غليان الأحوال السياسية في تلك الفترة ألقى ظله على المهرجان، وربما دبت بعض الغيرة في نفوس نجمات هوليود من تلك السمراء التي سحبت منهن البساط ، فجلست النجمة الأمريكية ذات الميول الصهيونية "سوزان هيوارد" في طاولة قريبة من الوفد المصري، و أخذت تتحدث عن الصراع العربي الإسرائيلي، ممتدحة دور إسرائيل وما تسعى إليه لاثبات أحقيتها في فلسطين، واصفة العرب بأنهم وحوش وحيوانات، وبالطبع لم يسكت الوفد المصري وبينهم تحية حيث انهال على مسامعها بأسوأ الكلمات.
اشتد غضب النجم الأميركي "داني كاي" تضامنا مع سوزان هيوارد، فاقترب ليرد الإهانة التي لحقت بزميلته، لكن تحية منحته فرصة ليقترب منها حتى أصبح في مرمى يدها، ثم رفعت ما في قدمها و صوبته في وجهه مباشرة، ليتراجع إلى الخلف في مشهد سينمائي أشبه بسينما الواقع التي تخصص فيها مخرج "شباب إمرأة" صلاح أبوسيف.
وفي الوقت نفسه لقي الوفد الألماني معاملة سيئة بسبب موقف فرنسا من ألمانيا النازية ، ما جعله يقرر الانسحاب من المهرجان ، ففكرت تحية كاريوكا في الانسحاب هي وبقية أعضاء الوفد تضامناً مع الوفد الألماني ، لكن رئيس البعثة المصرية الأديب "يحيى حقي" رفض الفكرة وقرر الاستمرار في حضور المهرجان حتى نهايته.
إلا ان الوفد المصري وعلى رأسه تحية دفع ثمن إهانته للنجمة الأميركية ، خصوصاً رئيس لجنة التحكيم في المهرجان يهودي فرنسي ، فجاءت النتائج على عكس ما توقع الجميع ، ولم تفز تحية أو فيلمها بأية جائزة ، على رغم ترشيح الكثير من النقاد العالميين له للفوز بإحدى الجوائز.