ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن طريق نجاح الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27)، التي ستعقد في شرم الشيخ نوفمبر المقبل، يمر مباشرة عبر أسبوع المناخ المقام حاليا في مدينة نيويورك الأمريكية ويستمر حتى 25 سبتمبر الجاري.
وأكدت الصحيفة - في تقرير عبر موقعها الإلكتروني اليوم /الثلاثاء/ - أنه لا يمكن للقمة المقبلة أن تدور حول إصدار إعلانات وتعهدات فقط، مشيرة إلى أن الرئاسة المصرية للقمة أعطت الأولوية لتحويل التركيز في القمة من التخطيط إلى التنفيذ، مع تسليط الضوء على حشد العمل الجماعي بشأن التكيف والتخفيف وتمكين تدفقات التمويل لتمكين تنفيذ الإجراءات على نطاق واسع.
وأضافت أن قمة المناخ ستعمل كذلك على تسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة وضمان سبل عيش صحية وآمنة، لا سيما للمجتمعات الأكثر تضررا بتغير المناخ. فعلى سبيل المثال، تمثل هذه القمة، نقطة منتصف الطريق لـ "التقييم العالمي" لاتفاقية باريس. وستقيم التقدم المحرز في العالم نحو تحقيق الأهداف المحددة في اتفاقية 2015 التاريخية، مما يوفر فرصة لتحديد أين وكيف يحتاج العالم إلى تعزيز الجهود.
وأشارت "ذا هيل" إلى أن فعاليات أسبوع المناخ التي تقام في مدينة نيويورك، والتي تعقد جنبا إلى جنب مع الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأتي في أعقاب صيف حار حطم الأرقام القياسية في نصف الكرة الشمالي، وقبل ما يمكن أن يكون شتاء قارص البرودة في أوروبا.
وأوضحت أن هذا الأمر يأتي في اللحظة التي شهدت فيها الصين أشد موجات الحر على الإطلاق، كما عززت الأزمة الأوكرانية من اعتماد أوروبا الغربية المفرط على الغاز الطبيعي، ووصفت الفيضانات في باكستان بأنها "كارثة مناخية" تتطلب "دعما هائلا"، وكل هذا يأتي بعد أشهر فقط من إطلاق الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ لناقوس الخطر بشأن عدم كفاية العمل العالمي حتى الآن.
ورأت الصحيفة أن هذه الأسباب جميعا، هي علامة أخرى على أن العالم انتظر وقتا طويلا كي يتعامل بجدية بشأن بناء اقتصاد عالمي للطاقة النظيفة وتبني حلول المناخ الطبيعي، كما تعني هذه التحديات أيضا أن محادثات أسبوع المناخ حول أنظمة الغذاء التي توصف بالذكية مناخيا وحلول المناخ الطبيعي والعمل المناخي للشركات وأدوات السياسة المبتكرة، تتطلب ضرورة جديدة، إذ يواجه العالم تحديات علمية وسياسية عميقة.
وأضافت أن أسبوع المناخ يأتي أيضا في وقت يشهد تقدما كبيرا، إذ اتخذت العديد من الاقتصادات الرائدة في العالم خطوات كبيرة إلى الأمام، مع التركيز على أن تصبح محايدة للكربون قبل عام 2060، إذ تواصل الصين الاستثمار بقوة في الطاقة النظيفة لتصل قيمتها إلى 381 مليار دولار العام الماضي، وفقا لوكالة الطاقة الدولية مع تركيب الألواح الشمسية وتوربينات الرياح في جميع أنحاء الصين بوتيرة سريعة.
وفي الوقت ذاته، وافق مجلس الوزراء الهندي الشهر الماضي على خطة مناخية محدثة لخفض كثافة الانبعاثات بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030 من مستويات 2005. وتدعم هذه التدابير هدف الهند بعيد المدى الذي يكمن في الوصول إلى صافي صفري للانبعاثات بحلول عام 2070.
وأوضحت "ذا هيل" أنه في الولايات المتحدة، وقع الرئيس بايدن على مشروع قانون خفض التضخم ليصبح قانونا الشهر الماضي إذ تعهد باستثمارات تبلغ قيمتها 369 مليار دولار في المناخ والطاقة النظيفة، وهي الحزمة المناخية الأكثر طموحا في تاريخ الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا سيقرب الولايات المتحدة إلى حد كبير من هدفها المتمثل في خفض تلوث المناخ إلى النصف بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050 - واستعادة الثقة العالمية بأن اتفاقية باريس لعام 2015 يتم أخذها على محمل الجد في واشنطن.
وأكدت الصحيفة أنه يتعين أن تكون هذه الخطوات التي يتم اتخاذها إلى الأمام سببا للتفاؤل الحذر في أسبوع المناخ لهذا العام - مع مراعاة منظور واضح للعمل الذي لا يزال يتعين القيام به. كما أن ثمة جزءا مهما من الطريق نحو الأمام ألا وهو بناء الثقة بين البلدان اللازمة لتعاون دولي أقوى في العمل المناخي.. ويتعين أن ينصب تركيزنا الآن على مساءلة الحكومات والشركات عن وعودها. إذ تولد المساءلة التقدم، مما يعزز الثقة ويؤدي إلى التعاون -وهو تعاون ضروري لمساعدة العالم على تحقيق أهداف اتفاقية باريس.
وتابعت الصحيفة: إن هذا التركيز على المساءلة يعد أمرا حاسما في الفترة التي تسبق الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27).
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة "إن الطريق إلى (COP27) يمر مباشرة عبر مدينة نيويورك في أسبوع المناخ هذا، حيث يمكننا الاحتفال بالنجاحات الأخيرة مع تحين هذه الفرصة أيضا لتحديد كيفية توسيع الجهود وتعزيزها.. وحان الوقت الآن لتوجيه هذا الزخم إلى مزيد من الإجراءات لتمهيد الطريق لنجاح قمة المناخ".