بالتزامن مع خروج التظاهرات في عدد من المدن الإيرانية مؤخرًا بسبب حادث مقتل الفتاة الإيرانية الكردية مهسا أميني، أعلنت السلطات الإيرانية عن قطع خدمات الإنترنت في كامل مدن إيران، تجنبًا لحدوث تنسيق بين المتظاهرين عبر تلك المواقع للتجمع في مواقع معينة للتظاهر ضد النظام الإيراني، وهو ما حاول رجل الأعمال الأمريكي الشهير إيلون ماسك استثماره لصالحه.
وفي ظل حالة الانقطاع التام لخدمات الإنترنت كشف إيلون ماسك عن أن شركته ستطلب من الولايات المتحدة الأمريكية إعفائها من العقوبات المفروضة على الجانب الإيراني بعد الانسحاب الامريكي أحادي الجانب من خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة باسم "الاتفاق النووي" الموقع عام 2015، حيث تسبب الانسحاب الأمريكي في إعلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض عقوبات على كافة المجالات في إيران، ومنها مجال خدمات الاتصال والإنترنت.
وانتهز ماسك الفرصة لتقديم خدمات الإنترنت، وكذلك لتشجيع المتظاهرين على التواصل فيما بينهم، وذلك من خلال توفير خدمة "ستارلينك" للنطاق العريض عبر الأقمار الصناعية في إيران وهو ما يسهل للمتظاهرين وجود خدمات الإنترنت على هواتفهم المحمولة.
وفي نفس السياق لم يكشف ماسك عن الدولة التي من المفترض أن تعطي شركته إعفاءات من أجل تقديم خدمات الإنترنت للإيرانيين، في ظل العقوبات الأمريكية، وكذلك في ظل التهديدات الأمريكية لأي دولة في العالم بالتعامل مع الجانب الإيراني.
جدير بالذكر أن شبكة "ستار لينك" التابعة لإيلون ماسك تستهدف توفير خدمات الإنترنت فائق السرعة عبر الأقمار الصناعية، وهو ما جعل تلك الشركة تنافس شركات الاتصالات على مستوى العالم، و هو الأمر الذي يسعى إيلون ماسك لتوفيره في إيران بضوابط معينة من خلال التفاوض مع الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بهذا الشأن.
لكن الأزمة تكمن في أن الحصول على خدمات الاتصال والإنترنت تخضع من جهتها لرقابة الحكومة الإيرانية فضلًا عن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران من جانب آخر، حيث تعمدت السلطات الإيرانية قطع خدمات الاتصالات والإنترنت لعرقلة التواصل بين المتظاهرين في المدن الإيرانية التي خرجت منها التظاهرات الرافضة لممارسات النظام الإيراني، خاصة بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني.