ترددت فى الأونه الأخيرة على مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون وما أن تطأ قدماي هذا المبنى ليأخذنى إلى عالم تشكلت معالمه على مدار سنوات طوال لتكون جنبات هذه البناية الأثرية شاهده على أحداث مرت بها مصر ولا أبالغ حينما أقول بل مرت بها الأمة العربية جمعاء فأشتم رائحة التاريخ العريق الذى نفخر به كأمة عربية.
فتطل قنواته علينا على مدار الساعة بتقديم كل ما هو هادف من فنون ورياضة وثقافة وسياسة ونرى مقدمي برامجها على درجة وعى كبير وثقافة بالغه ولفة حوار متميزة فلم نجد مرة من المرات أحد مقدمي البرامج يتناول الطعام على الهواء أو حتى يلفظ بألفاظ نابية نخجل منها بل وعلى العكس من ذلك نجد حوار متميزًا وأناقة فى كل شي أتدركون لماذا لأنهم يمثلون بلد بأكملها لا رؤوس أموال تحكمهم بل المصلحه العامه وحدها من خلال خلايا عمل دؤوبة لا يعنيها كم وعدد المشاهدات عبر الإنترنت لجنى الأرباح ولكنها تعمل لأجل وطن فقط، فتنشر الحقائق والدلائل والبراهين بحيادية تامه دون خداع أو تأمر.
ومن خلال تجربة بسيطة لى عبر أحد البرامج الحوارية المتخصصة فعلمت أنها مسجلة وليست على الهواء مباشرة، فوجهت سؤال إلى مقدم البرنامج (هل لنا أن نعيد إذ ما إستشعرنا أننا بحاجه لإعادة تسجيل سؤال أو خلافه ) فكانت الإجابة لقد تعلمنا فى ماسبيروا أننا حتى ولو الحلقة مسجلة أن نتعامل معها على أنها هواء مباشر فلا مجال لنا لإضاعة الوقت، وقتها علمت معنى الحرفية والجدية فى العمل التليفزيونى واستشعرت بحجم المسؤلية على عاتق مقدمى البرامج فهم جنود هذه الدولة المجهوليين حقًا.
وذلك بخلاف الإخراج والإعداد والذى لا يقبلوا بأى حال من الأحوال بأى تفصيله قد تؤثر على الحلقة أو الحوار فكل منهم منهمك فى تقديم أفضل ما لديه حتى يكون على قدر مسئولية تمثيل بلده إعلاميا.
وعند عمل مقارنه بسيطة بأى قناة من القنوات الأخرى نجد فرق شاسع فلا أبالغ حينما أوكد أنه ما بين السماء والأرض، فالحق أقول أننى وجدت السر والكنز المدفون بداخل هذا المبنى الأثري فى ألة إعلامية وطنية ضخمه ومهابه ولها أسم وتاريخ ليست وليدة الصدفة كما يدعي البعض بل هى خبرات توارثت عبر أجيال يكتب فى حقهم مراجع إعلامية تدرس لمتلقى ودارسي علوم الإعلام.
ولذلك سوف يبقي هذا المبني بكل ما يحمله من كنوز وطاقات بشرية الأداه الإعلامية الراقية من وجهة نظرى المتواضعه والتى نتطمئن أن تطل علينا فى منازلنا غير خائفين مما سوف يعرض علينا من خلال قنواته على عكس ما ينشر من إسفاف وتسطيح ممنهج عبر قنوات أخرى لها ما لها وعليها ما عليها، ولكنى أمل أن يظل هذا المبني والتى تميزت منطقة وسط العاصمه من خلال اسمه خالدًا يحمل عبق التاريخ ويسلك إلى درب المستقبل ليحكى لأجيال قادمه تاريخ مصر ونهضتها وناضلها من أجل كرامه ليست مصرنا وحسب بل العروبة كلها.