تمثل صناعة السينما في كل دول العالم صناعة استراتيجية تعمل على بناء العقل والوعي لدى الأجيال المقبلة، ويعد "تراث السينما" بمثابة الذاكرة الحية للشعوب، ومن هنا تأتي أهمية دور المركز القومي في حفظ وصيانة أرشيف السينما، وهو أحد أهم الأدوار التي يجب أن يقوم بها المركز، بجانب إقامة مهرجان الإسماعيلية وإنتاج عدد من الأفلام القصيرة سنويا ودعم صناعة السينما وتنظيمها بشكل عام.
ومن العجب العجاب أن أهم الأدوار المنوط بها المركز القومي للسينما وهو الحفاظ على أرشيف السينما الحالية لا يقوم به منذ بضعة سنوات بعد توقف المنتجين عن تسليم نسخ إيداع للأفلام الجديدة، وإذا كانت السينما المصرية خسرت تراث السينما بعدما تم بيعه العقود الأخيرة، وليس لدينا نسخا منه، فلا يجب أن نخسر الإنتاج الحالي الذي سيتحول إلى تراث أيضا مرور الأعوام، وهو أمر يحتاج إلى تكاتف كل الجهات المسئولة عن السينما في الوقت الحالي مثل غرفة صناعة السينما ونقابتي الممثلين والسينمائيين والرقابة على المصنفات الفنية، فضلا عن المعني بالأمر وهو المركز القومي للسينما، بعدم السماح بعرض الأفلام بدون نسخ إيداع منها يتم حفظها والمشاركة بها في المهرجانات الفنية المختلفة.
هذه المشكلة تعد الأزمة الأولى التي تواجه المونتيرة منار حسني رئيس المركز القومي للسينما الجديد، والتي واجهناها بالأزمة فقالت: سوف أسعى خلال الفترة المقبلة إلى دراسة الموضوع بشكل مفصل لإعادة ترتيب البيت من الداخل، ومخاطبة الجهات المعنية حتى نحافظ على تراث السينما بدلا من إهداره بهذا الشكل.
وأضافت منار: يجب على الغرفة ألا تمنح "فاوتشر" عرض الأفلام إلا بعد ترك نسخ إيداع من الأفلام في المركز، وفي فترة من الأعوام الماضية اشترينا جهاز "دي سي بي" لعرض نسخ الإبداع بالمركز بعد تطور تقنيات السينما وبالفعل بدأنا نستلم بعض النسخ لمشاهدتها وحفظها، ولكن خلال الفترة الماضية توقف استلام الأفلام.
وتابعت منار: سنخاطب كل الجهات المعنية باتباع نفس الإجراءات المتبعة ، وكانت الافلام تحصل على "فاوتشر" العرض بعد نسخ الإيداع، ولكن بعد تشكيل مجلس إدارة جديد للمركز، لأن الأفلام الجديدة اليوم ستكون تراثا الفترة المقبلة، خاصة أن مشاركتنا في المهرجانات الفنية أصبحت تتم بشكل سيء لأننا نشارك بنفس الأفلام المكررة.