قال الدكتور قياتي عاشور مدرس علم الاجتماع السياسي بجامعة بني سويف، إن الحوار الوطني، خطوة مهمة خاصة مع إطلاق الجمهورية الجديدة، فهو يعمل علي زيادة فاعلية المجال العام داخل المجتمع المصري، حيث يشكل المجال العام المساحات التجريدية التي يتناقش فيها المواطنون والجماعات المجتمعية المتباينة، ويتجادلون حول مختلف القضايا والاهتمامات العامة.
ووفقًا لهذه الرؤية؛ فإن المجال العام يفترض وجود مناقشات مفتوحة، يمكن من خلالها أن يوظف الجدل المنطقي للتأكد من تحقيق المصالح العامة؛ فالمجال العام يحث على حرية التعبير والحوار والمناقشة، ويُؤكد حق المشاركة في صُنع القرار السياسي في المجتمع، ويشجع المهمشين على الانخراط في الحوار العام حول مختلف القضايا والموضوعات.
وفي ضوء ذلك يتعين أن يكون الحوار الوطني واسع النطاق قدر الإمكان، فيجب أن يشمل مختلف مناطق الجمهورية ويشمل كل الفئات المجتمعية بداية من العمال والفلاحين والمواطنين العاديين الي جانب أصحاب الخبرة البيروقراطية والتكنوقراط التي تتولي صنع السياسات. وأما عن الأفكار التي نؤد أن نقترحها ويتضمنها الحوار الوطني يمكن حصرها في عدة اتجاهات فكرية هي:
المحور الاقتصادي: ويمكن أن يشمل (كيفية تعزيز وتوطين الصناعة الوطنية وإزالة كافة العقبات والعوائق أمامها، وكيفية النهوض بقطاع السياحة وتعظيم عوائده، وتوفير فرص عمل عن طريق دعم ريادة الأعمال وتسهيل استثمارتهم والعمل علي تعديل القوانين المتعلقة، ودراسة كيفية إدراج مخرجات الثورة المعرفية والتقنية المختلفة في النشاط الاقتصادي لرفع القيمة المضافة للمشاريع).
المحور الاجتماعي: ويشمل قضايا متعددة (على رأسها التعليم والصحة، وكيفية تعظيم الاستفادة من مبادرة حياة كريمة وتوسيعها لتشمل مناطق وفئات مختلفة من المجتمع المصري، ومناقشة سبل زيادة الحماية الاجتماعية للفئات الضعيفة، وقضايا المرأة والشباب والرياضة، والقضاء على الفقر وأسبابه، والزيادة السكانية وأبعادها المختلفة).
المحور السياسي: ويمكن أن يشمل (مناقشة تفعيل الحياة الحزبية بشكل حقيقي، وإصلاح وتجديد الخطاب الديني، وفتح المجال العام لضخ دماء وطنية جديدة، وبناء الوعى السياسى، وإجراء انتخابات وفق المعايير الدولية، وتنظيم والانتهاء من الانتخابات المحلية، وحرية الرأي والفكر، وحرية الإعلام، واستقلال القضاء).
المحور الثقافي: يتضمن (تمثيل الفئات المختلفة ثقافيا على أساس قاعدة وطنية جامعة، ورفض الاتجاهات الدينية المتطرفة، وتصويب مكانة مصر الثقافية إقليميا وعالميا، وتشكيل منظومة القيم السائدة فى المجتمع، وتشجيع الفرق الشابة فى مختلف مجالات الثقافة، ودعم حركة نشر الكتب وبيعها بأسعار معقولة، ودور الثقافة فى بناء الوعى بالذات والمجتمع، وعمليات التنشئة السياسية والاجتماعية للمواطن).