الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الباليرينا العالمية تفتح قلبها لـ«البوابة نيوز» سحر حلمي: الباليه سرق حياتي والرقص له عمر افتراضي.. أتبع نظامًا غذائيًا مُتقنا.. أمارس الرياضة ساعة ونصف يوميًا.. وأتمرن في دار الأوبرا

الباليرينا العالمية
الباليرينا العالمية سحر حلمى وصحفية البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قررت «سحر حلمى» أن تصبح مميزة فاتبعت شغفها للباليه، ذلك الفن الرفيع الذى يعتمد على الأداء التعبيرى بالموسيقى والإيماء والمشاهد المسرحية، تتمايل فيه برؤوس أصابع القدمين، مشدود شعرها على شكل كعكة، لتظهر ملامح رأسها وعنقها، منتعلة حذاء مصنوعا من جلد خفيف، وزى باللون الوردى، لتتألق على المسارح المصرية والعالمية بتوازن مُتقن، متحديًة تقاليد المجتمع الذى لا يعرف الكثير عن معاناة «الباليرينا» لذلك التقت «البوابة» الدكتورة سحر حلمى راقصة الباليه العالمية، وعضو هيئة تدريس بالمعهد العالى للباليه، وكان هذا الحوار..

■ فى البداية ما مواصفات راقصة الباليه؟

- المرونة والليونة هى أساس الباليه، ولديها جسم ممشوق، وليس لديها أية عيوب خلقية أو خطأ جسمانى، وأعضاؤها سليمة ولا تعانى من أى مرض مزمن، والسن المناسبة لبداية الباليه هو سن ٩ سنوات، من أجل المرونة، لأن الباليه يحتاج قدرات خاصة، وحياة الباليرينا عاملة زى خادمة المعبد، المعبد هو الفن، حياتنا كلها جوه قاعات التدريب لنكون قادرين جسمانيًا على الأداء الحركى، وبنعمل مجهود كبير جدًا جدًا كى نخرج بالشكل الذى ترونه.

الباليرينا سحر حلمى وصحفية البوابة 

■ ما القواعد الثابتة لحفاظ الباليرينا على قوامها؟

- النظام الغذائى، والتمرين هما أساس حفاظ الباليرينا على جسمها ووزنها ورشاقتها، ساعة ونصف يوميا لياقة بدنيًا، وخاصة يوم العرض له طقوس صعبة جدًا، لأن عملية الاحتراف فى مجال الباليه ليست بالأمر السهل أو البسيط، التأهيل والتعليم والتعلم كل أساسيات المسرح، أمر فى غاية الأهمية.

■ هل هناك اختلاف فى رقص الباليه بين الرجال والنساء؟

- طبعًا هناك اختلاف كبير فى الأداء، والحركات، والأدوار حتى فى الوقفة، الراقصات يقفن على أطراف أصابعهن، والرجال لا يفعلون ذلك، وهناك إقبال من الرجال على رقص الباليه أكثر من الإناث كاحتراف وليس كممارسة.

■ كيف تقضين يومك كراقصة باليه؟

- اليوم يبدأ بالاستيقاظ مبكرًا، أذهب إلى عملى فى الأكاديمية كعضو هيئة تدريس، سواء إخراج أو تصميم، وبعد ذلك أذهب إلى الأوبرا وأتمرن للاستعداد للعرض، لكن يوم العرض له طقوس خاصة، أولًا ممنوع قبلها بيوم أنام متأخر، ولا أجهد رجلى، ولا أمشى كثيرًا، وأنام ورجلى مفرودة، مفيش أكل خالص، وإذا كان يبقى حاجة خفيفة، ولا شاى ولا قهوة، وبنزل قبل العرض بساعتين تلاتة ومبكلمش أى حد وبنفصل عن العالم، وأبتدى أركز فى الشخصية، وأعمل التدريبات التى تؤهل جسمى وأبدأ العرض.

■ هل دراسة الباليه مهمة؟ أم الموهبه تكفى؟

- لا بد من وجود الدراسة بجانب الموهبة لأن الباليه فن فسيولوجى وصعب جدًا ويعتمد على القصة والأحداث والأداء والحركة، والتعليم فى الباليه صارم جدًا وليس رفاهية هناك صواب وعقاب ونجاح ورسوب.

■ الباليه فن رفيع.. هل يمكن أن يصبح فنًا جماهيريًا؟

- للأسف لا يُقبل على مشاهدة الباليه غير الطبقة المثقفة، والإعلام دوره شبه معدوم ولا يوجد برنامج فنى يتحدث عن فن الباليه، ولا توجد هناك إمكانيات متاحة، لأن الثقافة ليست مطالبة إنها تجيب دخل، هى مطالبة بأنها تشكل الوعى وترتقى بالمواطن.

 

■ هل مهنة «البالرينا» مربحة ماديًا؟

- مهنة الباليه لا تُربح على الإطلاق، والدخل شحيح مقارنة بالمجهود، ومحتاجة دعما من الدولة وناس كثير امتهنوا مهنا تانية علشان المقابل المادى، وسافروا دول عربية وامتهنوا مهنا كثير مختلفة، والفنان ثروة قومية وفى الآخر بلده تضطره يسيب الشغلانة علشان مش لاقى ياكل.

■ من خلال رحلاتك الخارجية هل هناك فارق بين الباليه فى مصر وأوربا؟

- فى أوربا راقصو الباليه عليهم إقبال لأنهم مميزون، ولأنهم عارفون أنهم ثروة قومية، مثلًا فى فرنسا لا مقارنة بين الباليه فى فرنسا ومصر لأن فى فرنسا إدارة سياسة الثقافة مختلفة.

■ ماذا عن رحلتك إلى فرنسا؟

- فى فرنسا تعلمت أن الفن سياسة وإدارة الثقافة هى سياسة عميقة، وليست رفاهية أبدًا، حياة الباليه هناك مختلفة تمامًا.

■ من وجهة نظرك.. هل يمكننا تصدير الفنون للخارج؟

- للاسف ما زلنا نتعلم، ولا ينقصنا شىء لدينا الأسس والمصانع، فأكاديمية الفنون مصنع، والأوبرا فاترينا، ولم نحصل على جوائز عالمية فى الباليه حتى الآن رغم أننا شاركنا فى محافل عالمية كثيرة.

■ أنت أحد دارسى أكاديمية الفنون.. كبف ترين اختيار وزيرة من نفس الكيان؟

- الوزيرة الحالية الدكتورة نيفين الكيلانى من أكاديمية الفنون، وزميلة دراسة وفنانة أيضًا، والحقيقى اختيار موفق، واختيار وزيرتين من الأكاديمية لفتة من الدولة لأهمية أكاديمية الفنون، ودليل على وعى جديد ومدخل للجمهورية الجديدة من وجهة نظرى، ما تقدمه الأكاديمية هو منهج عالمى لفنون عالمية وليس منتجا محليا.

■ هل الحياة الزوجية عطلت مسيرتك فى فن الباليه؟

- الزواج لا يتعارض مع الباليه، بل بالعكس الاستقرار والحياة الزوجية والونس ساعدتنى فى أن أكمل، وخلفت ولدا واحدا مقيما فى فرنسا وبيتكلم عربى، ودرس تمثيلا فى فرنسا، ونفسه يبقى ممثل ولسه مجاتلوش الفرصة، وحذرته من تعب الفن، ولكنه اختار أن يكون ممثلًا وينتظر الفرصة، والباليه سرق حياتى، ولو كنت خلفت بنت كنت هدخلها الباليه لو هى أحبته.

■ من وراء تشجيعك لاقتحام فن الباليه؟

- والدى هو من شجعنى لدخول معهد الباليه، وكان محبا جدًا للفن وسافر دولا كثيرة، وأصدقاؤه هم صلاح جاهين وجيل روزاليوسف وصباح الخير، ولكن العائلة تحفظت على القرار ده، لأنه الرقص بالنسبة لهم شرقى فقط، لأنى من عائلة نبيلة.

■ هل ترين أن فن الباليه أخذ حقه فى مصر؟

- لا، البالية لم يأخذ حقه، لاتوجد مهرجانات أو ملتقيات للباليه فى مصر، ونطالب بمهرجان للباليه فى مصر، هو فن أكاديمى وليس شعبيا ومبنى على أسس معينة، وكل الناس يتذوقونه ويتوافق مع الأسرة المصرية البسيطة.

■ هل هناك أماكن آخرى لتعليم الباليه غير أكاديمية الفنون؟

- للمحترفين لا يوجد غير أكاديمية الفنون، لكن للهواة أو نشاط عادى للتعليم وليس للاحتراف هناك بعض المدارس، لأن فى أكاديمية الفنون بيتم عزل الطالب وبيتوفرله كل شىء والمميزون الذين يملكون جسد محدد بمواصفات معينه تتبناه الأكاديمية وتصرف عليه وتجيبله متخصصين.

■ هل واجهتك أى انتقادات خلال مسيرتك كباليرينا من المجتمع؟

- بصراحة لم أواجه أى انتقادات بشكل شخصى، لا فى البداية ولا حاليًا، لكن الناس تستفسر عن الباليه ومواصفاته، الحروب دائمًا كانت من أبناء المهنة.

■ هل «السوشيال ميديا» خدمت فن الباليه؟

- آه بصراحة خدمته جدًا، و«السوشيال ميديا» لها دور كبير فى العالم وليس فقط الباليه، ولكن ما زال لا توجد منصة متخصصة للباليه على «السوشيال ميديا».

■ ماذا عن الجديد لديك؟

- أستعد لعرض روميو وجوليت قريبًا، وبعدها أفكر فى الاعتزال، لأنى اكتفيت من الباليه، وبصراحة فن الباليه ليه سن محددة، لكنى تخطيت الرقم القياسى فى السن وأنا أكبر راقصة باليه ما زالت تمارس الباليه على المسرح.

■ لماذا لم تفكرى فى دخول عالم التمثيل؟

- بصراحة كنت أتمنى ولكن لم يعرض على أى أدوار، ولكن لما اتعرض على إنى أقدم برنامج فن الباليه فى التليفزيون المصرى وافقت وأحببت التجربة كإعلامية، وأعتقد إنى قدمت فيه خلاصة خبرتى ومسيرتى فى الباليه.

■ من هم مثلك الأعلى فى عالم الباليه؟

- أساتذتى ومثلى الأعلى ماجدة صالح، وعبدالمنعم صالح، فهو أستاذى ومعلمى والأب الروحى لى.

■ ما نصائح سحر حلمى للمقبلات على الباليه؟

- أرى أن البنات بدأت تحلم تبقى بالرينا، وأرى محجبات ومنتقبات مقبلين على الفن، ومنهن أمهات حرصن أنهن يعلمن أولادهن الباليه وده مؤشر مُبشر، مش لازم كلنا نطلع دكاترة ومهندسين لو حسيتى إنك حابه المجال أو فيكى المواصفات المطلوبة اتبعى شغفك وادخلى المجال، الفنون مفيدة جدًا للصحة النفسية وللارتقاء بالذوق والاخلاق.

■ ما طموحاتك لفن الباليه فى مصر؟

- أن يتم دعم فن الباليه من الدولة بعمل مهرجانات وعروض دولية، والتعامل مع راقصة الباليه باعتبارها ثروة فنية قومية، كما يحدث فى دول أوروبا.

 

سطور من مسيرة الباليرينا

الباليرينا العالمية سحر حلمى 

- دكتورة سحر حلمى ابنة الدكتور حلمى الهلالى الذى كان يعمل ناقدًا وصحفيًا بمؤسسة «روزاليوسف»، دخلت مدرسة الباليه منذ أن كان عمرها ٨ سنوات، وحصلت على الماجستير والدكتوراه من أكاديمية الفنون، وهى عضو هيئة تدريس.

- لها كتب ومؤلفات ومقالات، ولديها كتابات متخصصة منها «الرقص الشرقى بين الماضى والمستقبل» وطالبت فيه «يونسكو» بتوثيق الرقص الشرقى باعتباره فنا انسانيا قبل أن يندثر، باعتباره تراثا انسانيا وحركيا، لأنه فن قديم جدًا.

- شاركت فى الكثير من عروض الباليه ومنها: «لوركيانا، بالرغم من كل شىء، أوديسيوس، الثورة، الأهرامات والثورة، تانجو، رقصات نلتقى بها، شطرنج شكسبير»، وشاركت فى أوبرا عايدة الأقصر وأهرامات الجيزة وبكين، وقمت ببطولة أوبريت «البركان» مع الجيش المصرى فى احتفالات أكتوبر عام ١٩٩٩.