الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

طبيب الغلابة.. قبلة الفقراء في الإسكندرية

إيهاب وديع يعالج مرضاه مجانًا فى عيادة الجلدية بمينا البصل

إيهاب وديع
إيهاب وديع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى أقدم وأشهر عيادة للجلدية بمنطقة مينا البصل غرب الإسكندرية، ذلك البنيان العتيق، الذى أُسس عام ١٩٤٠، تجد صفوفا من الرجال  والنساء يقفون على منافذ تلك العيادة الأثرية، يقصدون طبيب الغلابة، ذلك الطبيب الذى داوى كل مرضاه، وأثنى عليه كل من تطبب على يديه، إنه الدكتور إيهاب وديع استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية، ومدير عيادات الجلدية والتناسلية بمينا البصل التابعة لمنطقة غرب الإسكندرية الطبية، وأصبح شعار المكان «هنا طبيب الغلابة، الكشف والعلاج مجانا وبلا مقابل».
الطبيب إيهاب وديع، اجتمع أهالى مدينة الإسكندرية على محبته، وذاع صيته بين البسطاء فعرفوه، لم يختلف على إنسانيته ومهنيته اثنان، عمل على مدار ٣٢ عامًا فى علاج المرضى، بعيادة الجلدية بمينا البصل، ولم يتبق له إلا شهور معدودة ليبلغ سن الكمال الوظيفى لإحالته إلى المعاش.
عُرف بين أهالى مدينة الإسكندرية، بطبيب الغلابة، فبدأ يتوافد عليه المواطنون من كافة أنحاء المدينة، وهنا ترى صفوفا من المواطنين يقفون وهم يعلمون أن حاجتهم ستقضى هنا، سواء استشارة، أو كشف أو علاج، أو إجراء عملية أو غير ذلك.
على الرغم من أنه وصل لدرجة مدير للمنشأة الطبية، التى تخدم الآلاف من المواطنين يوميًا، إلا أنه مازال يستقبل المرضى منذ الصباح الباكر وحتى نهاية اليوم فى العيادة الحكومى، يستقبل المرضى بوجهه البشوش المبتسم، ويكشف عليه ويعطيهم العلاج الذى يحتاجون إليه كل ذلك دون مقابل.
أدهش شباب الأطباء الذين يعملون معه، بكثرة عطائه، ونشاطه المفرط، وسعة صدره لاستقبال المئات من استشارات المرضى يوميًا دون شكوى، رغم سنه الكبير، ورغم أنه مدير للمنشأة الطبية، كما أبهر شباب الأطباء بقدراته العالية على إجراء العمليات الخاصة بالمرضى بكل يسر وسهولة.
الدكتور إيهاب وديع، طبيب جلدية وتناسلية، محب لبلده وأهلها، ظل سنوات وسنوات يعمل فى خدمة المرضى فى الإسكندرية، حتى صنع دون يدرى ملحمة حب طاغية مع جميع العاملين فى عيادة مينا البصل، ومع كل أهالى مدينة الإسكندرية بكل فئاتهم، حتى انتشر اسمه ووصفه بين الناس، قائلين: «طبيب الغلابة».
وتجلت تلك المحبة بعدما سادت حالة من الحزن بين العاملين بالعيادة وبين البسطاء والفقراء من مدينة الإسكندرية، وذلك بعدما انتشر خبر اقتراب موعد إحالة الدكتور إيهاب وديع إلى المعاش، مرددين: «الدكتور إيهاب وديع ميتعوضش».
ويقول الدكتور إيهاب وديع مدير عيادة الجلدية: «وهبت حياتى كاملةً لخدمة المرضى، ورفضت التدرج فى المناصب القيادية بمديرية الصحة، وفضلت أن أبقى بين المرضى الذين يأتون إلى عيادة مينا البصل من كل مكان، مكتبى مفتوح ولم يغلق نهائيًا، أستقبل فيه المرضى وأكشف عليهم وأنا فى قمة سعادتى، لأننى أحب مهنتى وأعيش من أجلها».
وأضاف «وديع»: «لدينا أكثر من طبيب وطبيبة، ورغم أننى مدير العيادة، إلا أننى أستقبل عددا من المرضى يتفوق على عدد المرضى الذين يترددون على باقى أطباء العيادة، وأعمل ذلك بكل حب وفرح شديدة، والأمر الذى يسعدنى أكثر إصرار المرضى على أن أكشف عليهم، دون غيرى من الأطباء، وذلك الأمر يسعدنى كثيرًا ويجعلنى حريصا على استقبال كل المرضي».
وأكد «وديع»: «تربيت فى بيت نشأ على محبة الجميع، ومساعدة المحتاج، ومنذ بداية عملى كطبيب ولا أهتم بالمقابل المادى، بقدر اهتمامى بالحالة المرضية وتشخيص الحالة وسرعة شفائها».
وتقول الدكتورة نسرين أنور وكيل عيادة الجلدية بمنطقة مينا البصل غرب الإسكندرية: «الدكتور إيهاب إنسان لا يتكرر مرتين، لم نجد فى حسن خلقه وأدبه الشديد، وسعة صدره، استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا لمنشأة طبية حكومية، تفوقت على أى منشأة طبية أخرى، ونجح فى أن يخترق قلوب كل الناس».