أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن التحديات والمتغيرات المتلاحقة على المستوى الدولي، تستدعي من "أمتنا العربية" التي تمر بتحديات سياسية واقتصادية واجتماعية، إعطاء العمل العربي المشترك أولوية، لتكون نموذجاً مشرفاً لحضارة عريقة قادراً على الإستمرار في بناء المستقبل، والحفاظ على التراث والماضي العريق.
وأوضح أنه آن الأوان لإعلاء المصالح القومية، ونبذ الخلافات، والفتن التى يستهدف مُشعلوها طمس الهوية العربية والعبث بمقدرات شعوبنا، وأنه أصبح من الضرورى أن تستدعى منا تلك الأوضاع الجديدة وقفة حقيقية لمراجعة وتقييم حقيقى،وواقعى لكافة المتغيرات الحالية على المستوى الدولى، والإسراع لتحقيق التكامل الإقتصادى العربى ،والتحرك نحو وحدة الصف فى سبيل النهوض والتطور والمعرفة والإبداع والابتكار، والأخذ بزمام المبادرة نحو قطع الطريق على الطامعين والعابثين بمُقدراتنا،وذلك من خلال تحديد أهداف واقعية قابلة للتنفيذ، وفقاً لبرامج زمنية مُحددة وواضحة.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي ،اليوم الأحد، والتي القاها نيابة عن الرئيس وزير القوى العاملة حسن شحاتة في الدورة 48 لمؤتمر العمل العربي ،الذي تنظمه منظمة العمل العربية،التابعة لجامعة الدول العربية، في الفترة من" 18 وحتى 25 سبتمبر 2022 الجاري" بالقاهرة.
ويشارك فيها وزراء عمل ورؤساء وأعضاء وفود من منظمات أصحاب الأعمال واتحادات عمالية، من 21 دولة عربية، وممثلي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمنظمات العربية والدولية، وعدد من السفراء، والشخصيات العامة،لبحث ملفات تخص قضايا، وتحديات تواجه عالم العمل في الوطن العربي،ومناقشة تقرير المدير العام للمنظمة السيد فايز المطيري بعنوان "الاقتصاد الرقمى وقضايا التشغيل"،وتقديم توصيات بشأن دعم التنمية، والنمو الاقتصادي،وتوفير فرص عمل..
وقد بدأ الرئيس السيسي كلمته بالترحيب بالحضور قائلاً :" يُشرفنى بإسم جمهورية مصر العربية أن أفتتح أعمال الدورة الثامنة والأربعين لمؤتمر العمل العربى، كما يُسعدنى فى إطار هذه المناسبة أن أرحب بالوزراء ورؤساء، وأعضاء الوفود والمنظمات والإتحادات على أرض مصــــر السلام والمحبة التى كانت ولا تزال بيت العرب الأول متمنياً لكم جمعياً إقامة طيبة، ولمؤتمركم هذا التوفيق والسداد ".
وأضاف:" إن جمهورية مصر العربية حكومة وشعباً ستظل داعمة ومساندة لكافة قضايا الأمة العربية،وإننا حريصون على إستقرار ونماء كل شعوب المنطقة، ولن نكف عن السعى لأى خيار يؤدى الى التسوية الشاملة لجميع المشكلات فى منطقتنا العربية، لا سيما فى أرض فلسطين العربية، آملين من الله سبحانه وتعالى أن يتحقق الرخاء والرفاهية لجميع الشعوب العربية".
وحول جدول أعمال "المؤتمر" قال الرئيس السيسي موجهاً حديثه الى المشاركين:" إن عملاً كبيراً ينتظركم، فجدول أعمال مؤتمركم هذا يتصدى للعديد من الموضوعات التى تشكل مجموعة من أهم القضايا المعاصرة والتى تتمثل فى الاقتصاد الرقمى وقضايا التشغيل وما يقدمه من توصيات عملية لكيفية تسخير التقنيات الرقمية لدفع عجلة التنمية ورفع معدلات النمو، فضلاً عن موضوع الذكاء الاصطناعى وأنماط العمل الجديدة، وكذلك موضوع رقمنة أنظمة الحماية الإجتماعية وحوكمتها".
وأضاف:"وإذ نُثمن إختيار تلك الموضوعات الهامة لتكون على جدول أعمال هذه الدورة والتى تأتى مواكبة لما يشهده العالم من تطور هائل جراء الثورة الصناعية الرابعة وما فرضته من آليات حديثة لسوق العمل ،نتطلع بكل إهتمام الى القرارات والتوصيات التى ستصدر عن مؤتمركم بعد إثراء هذه القضايا بالدراسة والتحليل من خلال أطراف العملية الانتاجية وأن توضع هذه القرارات موضع التنفيذ ".
وفي ختام كلمته وجه الرئيس السيسي الشكر والتقدير الى جميع الحضور، لا سيما القائمين على تنظيم هذا المؤتمر متمنياً لهم السداد والتوفيق،قائلاً: "على بركه الله نبدأ أعمال هذا المؤتمر آملين من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما فيه الخير لأمتنا العربية"..
وكان وزير القوى العاملة حسن شحاتة قد بدأ قبل إلقاء كلمة رئيس الجمهورية راعي المؤتمر، بالقول :" أود فى البداية أن أعرب عن سعادتى الشخصية للمشاركة للمرة الأولى فى مؤتمر العمل العربى،والإلتقاء بهذه النخبة الكريمة التى تمثل الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال،التى تجتمع فى إطار منظمة العمل العربية للتحاور والتعاون البناء من أجل النهوض بأوضاع قوى العمل والإنتاج فى الوطن العربى، ويُشرفنى أن أنقل لحضراتكم تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتقديره البالغ لأهمية هذا المُلتقى السنوى الذى يجمع بين أطراف العملية الإنتاجية فى الوطن العربى، ولعل شموله هذا المؤتمر برعايته الكريمة، إنما ليعبر عن مدى تقديره للأهمية الكبرى، المعقودة على التوصيات والنتائج التى ستصدر عن هذا المؤتمر".
وبدأت الجلسة الإفتتاحية بكلمات :المهندس ناصر المير رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية، وفايز علي المطيري المدير العام للمنظمة، وجاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية عبر "فيديو كونفرانس"، وكلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية يليقيها نيابة عنه الامين العام المساعد د. حسين الهنداوي، ثم كلمة يونس سكوري وزير الادماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات المغربي "رئيس المؤتمر".