على هامش إطلاق الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء، الأربعاء المقبل، الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، فى احتفالية تقام بالعاصمة الإدارية الجديدة، أكد بعض الخبراء على أهميتها في ضوء التغيرات العالمية الحالية، بما يساهم في إنعاش الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات الأجنبية.
ترتبط أهداف الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، ومحاورها مع كل من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وأجندة المنظمة العالمية للملكية الفكرية للتنمية، وكذلك "رؤية مصر 2030"، وكذلك برنامج الإصلاحات الهيكلية الذي تتبناه الحكومة، وذلك بما يضمن تحقيق التناغم والتكامل بين سياسات وأهداف الدولة في جميع المجالات، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي.
توقيت إطلاق الاستراتيجية
ومن ناحيته، أكد الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن توقيت إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية مهم للغاية، خاصة أنه في الفترة الأخيرة تحول الاقتصاد العالمي عن وضعه القديم، وأصبح يعتمد على براءات الاختراعات، وأصبح الاقتصاد المعتمد على الفكر والابتكار له دور كبير في التنمية، مضيفًا أن الملكية الفكرية لها دور كبير في استراتيجية المناخ، بما أوجد تشابك بين الملكية الفكرية والتنمية الاقتصادية والحفاظ على المناخ.
وتابع المصيلحي، أن لدينا العلامات التجارية والعلامات الصناعية وعلامات تخص النباتات ولدينا كدولة باع كبير في براءات الاختراع، وتوجه الاستراتيجية هو إيجاد الجهاز المصري للملكية الفكرية، بهدف توحيد الجهود وإيجاد إطار تشريعي قانوني لخلق المناخ الداعم وتوفير الوعي المجتمعي الداعم للملكية الفكرية وحماية حقوق المؤلف.
كما قال الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، إن منظمة الملكية الفكرية أنشئت عام 1970، وأن مصر انضمت للمنظمة في 1975، مشيرًا إلى أن وزارة التعليم العالي بذلت العديد من الجمهور في قضية الملكية الفكرية خلال الفترة الماضية، مضيفًا أن الوزارة قدمت 884 براء اختراع في مصر، وتبنت مشروع من براءة الاختراع إلى المنتج، للمساعدة في توطين الصناعات.
وأكد عاشور، أن مصر من الدول الرائدة في حماية الملكية الفكرية، لافتا الى أنه خلال الأسبوع الحالي سوف تستقبل مصر رئيس المنظمة الدولية للملكية الفكرية، وهي أول زيارة له لدولة عربية، وستكون ضمن جولاته زيارة إلى جامعة القاهرة والمتحف الحضاري ومسجد السلطان حسن والأوبرا.
جذب الاستثمارات الأجنبية لمصر
وبدوره، يقول الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية في هذا التوقيت جاء لإتاحة الفرصة لبراءة الاختراع للمستثمرين العرب أو الأجانب، وأن هذه البراءة محمية وستكون تحت رعاية ومتابعة الدولة، موضحًا أن كل براءة اختراع تحتوي على مجالات عدة منها ما يساهم في كيفية تحسين المناخ والبيئة الخضراء، التي تؤدي إلى جذب الاستثمارات الأجنبية لمصر.
ويستكمل "عامر"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن هذه الاستراتيجية ستؤدي إلى انتعاش الاقتصاد وإدخال قيمة مضافة، الأمر الذي كان هدف المؤتمرات الاقتصادية السابقة، والتي كانت تهدف لإصدار الإستراتيجية الخاصة بالملكية الفكرية، التي تحمي حقوق الملكية الفكرية، ومن ثم تحقيق التنمية الاقتصادية في مصر.
كما يضيف الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن الملكية الفكرية واحدًا من أهم الملفات التي يتحرك عليها العالم أجمع، للحفاظ على براءات الاختراع ومواجهة السلع المقلدة، ويقود الاتحاد الأوروبي والدول الغربية هذا الأمر، وأصبحت واحدة من العوامل الأساسية لتقييم أي دولة لحفاظها على الملكية الفكرية وبراءات الاختراع، موضحًا أن الدولة تعمل على هذا الأمر بتوفير التنمية الاقتصادية ومواجهة التغيرات المناخية، وبالتالي عملية الربط بين الملكية الفكرية وما بين الاقتصاد أصبح أمر غاية في الضرورة، لأنه يتعلق بتكلفة البحث التي تقدمها المؤسسات لتقديم سلعة أو خدمة جديدة.
ويواصل "الإدريسي"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الملكية الفكرية تفتح المجال أمام مزيد من الابتكار والتطوير لتقديم سلعة ذات تنافسية عالية، وهذا الاتجاه أصبح يتحرك نحوه العالم، وتتحرك مصر نحوه وهو أمر هام جدًا.