عقد فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمحافظة مطروح، أمس السبت، لقاء توعويا مع شباب مركز الحمام الرياضي، تحت عنوان "التطرف الفكري والانحراف الأخلاقي"، تحت رعاية رئيس مجلس إدارة المنظمة فضيلة الشيخ عبد العظيم سالم.
وأوضح الشيخ أحمد شريف واعظ عام وعضو المنظمة، أن التطرف من أخطر الأمراض التي تفتك بالمجتمعات، وتقتل روح التسامح بين الناس، وتخلق أنماطًا من العقول المتعصبة المليئة بالكراهية والحقد نحو الآخر، وهو آفة اجتماعية وفكرية وأخلاقية تشير إلى الخروج عن القيم والأفكار والسلوكيات الإيجابية في مجتمع معين، وبالمقابل تبني قيمًا ومعايير سلبية دخيلة على المجتمع، وقد يتحول من مجرد أفكار إلى أفعال ظاهرية قد يصل الدفاع عنها إلى حد اللجوء إلى العنف، بغرض فرض المبادئ التي يؤمن بها الفكر المتطرف بقوة على الآخرين، وقد تتفاقم المسألة لدرجة اللجوء للإرهاب.
وبين الشيخ أحمد شريف أن التطرف ينشأ وتنبت جذوره في المجتمعات التي تنعدم فيها كل أنواع التسامح، حيث يستمد قوته من نوعية الأفكار السلبية، وما يقترن بذلك من إقصاء الآخر وتهميشه، والمتطرف يكون على استعداد دائم لمواجهة الاختلاف في المعتقد أو الرأي بالعنف، ويسعى دائمًا إلى فرض هذا المعتقد بالقوة على الآخرين.
كما أشار شريف إلى أشكال التطرف والتي منها التطرف الديني الذي يعني الخروج عن المسلك المعتدل في فهم الدين وفي العمل به، والتطرف الفكري الذي يتمثل في الخروج عن القواعد الفكرية والثقافية المعتدلة التي تسود المجتمع في أي جانب من جوانب الحياة، مبيناً المسئولية الكبيرة التي تقع علي الشباب تجاه وطنهم لأنهم المستقبل الواعد وقوة الوطن وعماد البلد، في تجسيد مقومات المواطنة على المنهج الوسطي بتعاملاتهم وسلوكياتهم إزاء المحدقات والمخاطر الكبيرة.
وحذر فضيلته من الانجراف وراء الشبهات والشهوات والدعوات المضللة، مبينا أن الشبهات محيرة والفتن خطافة، مشددا على أهمية الصف الواحد وتضيق الفرص على دعاة السوء والفتنة والذين يستهدفون وحدتنا ويحاولون الوصول إلى شبابنا من خلال الشبكات الاجتماعية بوسائل كثيرة.