"أكلها بدوقة وممدش إيدي للناس".. بهذه المقولة بدأت منى صلاح عفيفي البالغة من العمر خمسة وستين عامًا، حديثها عن المعاناة التي عاشتها بعد أن تركها زوجها هي وأولادها الـ6 وفر هاربا من تحمل المسئولية لا أحد يعلم عنه شيئا.
ولأن الست قوة لا يستهان بها خاصة إن كانت أما فأمومتها قد تجعلها تحارب العالم من أجل أبنائها، فكل أم تبحث عن الستر والأمان لأولادها ولتحقيق هذا الأمر بإمكانها التضحية بنفسها من أجلهم.
هذه السيدة المكافحة لم تبخل على أولادها بأي شىء، عاشت حياتها من أجل راحتهم وخدمتهم وتوفير مطالب الحياة لهم.
وتقول "منى": "تزوجت وأنا في الـ ١٧ عاما، وكنت أعيش مع والدة زوجى فى نفس المنزل واستمرت هذه الزيجة حتى اليوم ولكن بعد عشر سنوات من الزواج تركنى وغاب ولم أعلم عنه شيئا حتى الوقت الحالي وترك لي ٦ أبناء: 4 بنات وولدين".
وأضافت: في بداية الأمر عندما تركنا زوجي لم أكن أدرك من أين سأنفق علي هذه العائلة الكبيرة، لذلك تصرفت في بيع أثاث المنزل، وبعدها نزلت إلي سوق العمل من أجل توفير احتياجات المنزل.
وأكملت حديثها: "اشتغلت مهنا كثيرة مثل بيع الذرة، ومن ثم اشتغلت عاملة نظافة في شركة فترة صباحية وفي المولات والمحلات التجارية فترة مسائية، حتي أستطيع الإنفاق علي أولادي وتعليمهم".
وردًا على سؤال لماذا لم تطلبى الطلاق حتي تستطيع الحصول علي معاش يساعدها في الإنفاق علي أبنائها قالت: "احنا صعايدة وعندنا عيب الست تطلب الطلاق وخوفت على أولادي، وأنا مكنتش عايزه أتطلق مش فارق أنا مش هتجوز تانى ومش عايزه حاجة من الدنيا غير راحة أولادي".
وتابعت: "اشتغلت وربيت عيالى وعلمتهم وكبرتهم بشقايا وتعبى وأبوهم ميعرفش أى حاجة عنهم ولا بيسأل عليهم ولا حتى ساعدنى فى جوازهم.. سابنا ومنعرفش عنه حاجة"؛ موضحًة أنه من خلال عملي استطعت بفضل الله تجهيز بناتي للزواج، ولم أحتاج إلى أحد.
وأنهت حديثها قائلة: "مش طالبة من الدنيا غير الستر والصحة، أنا كبرت دلوقتى ولسه بشتغل بإيدى وبقيت مريضة قلب وعندى مشاكل صحية كتير بس بحمد ربنا إنه قدرنى لحد ما ربيت أبنائي وبتمنى أن حياتى تكمل بالستر وصحتى متخونيش وأقدر أرتاح من الشقى اللى أكل فى صحتى".
