الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وتنطفئ أضواء برج إيفيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ينص قانون حفظ الطاقة في الفيزياء على أن الطاقة لا يمكن أن تُستحدث من العدم ولا تنعدم بل يمكن تحويلها من شكل لأخر، ويبدو أن العالم على موعد مع أزمة عالمية من الطاقة خاصة القارة العجوز، والذي يهدد ذلك الكهرباء والتدفئة والغذاء، فالطاقة مطلوبة لنقل الغذاء والزراعة أيضًا.
كانت أضواء برج ايفيل تنطفئ ساعة احتفالا بيوم الأرض، ولكن يبدو أننا عبثنا بالأرض كثيرًا حتى أصبحت لا تسامح، فقررت فرنسا وكثير من السلاسل العالمية بها إطفاء الأنوار ليلا لترشيد استهلاك الطاقة قبل شتاء 2023 والذي من المتوقع أن يكون شتاء قاسيا جدا.
ومن مدينة النور نذهب إلى إفريقيا، ربما إلى بلدان ليست من البلاد الصناعية الكبرى ولكنها أتبعت بعض من الأساليب الصديقة للبيئة حتى لا تقع في مواجهه مع أزمة الطاقة منذ أكثر من عام، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد في إفريقيا وتحديدًا مقاطعة روليندو في رواندا منطقة زراعية تشتهر بالعديد من المحاصيل التي يتم زراعتها بنظم ري تعمل بالطاقة الشمسية عن طريق 3 مضخات محمولة تعمل بالطاقة الشمسية فلا يضطر المزارعون إلى شراء الوقود المكلف بل يتمكن كل لوح شمسي من تجميع طاقة تصل إلى 500 وات في اليوم  مما يوفر الوقت ويزيد إنتاجية مزارعهم.
أمّا في تنزانيا فيستخدمون تكنولوجيا استخدام الغاز الاحيائى لإبقاء الحليب طازجًا، وهو عبارة عن وقود ناتج من تحلل المادة العضوية مثل فتات الطعام  فلا عجب عندما تعلم أن  90 % من الأسر الريفية لا يملكون الكهرباء  .
ولكن تظل إفريقيا متأخرة في استثمارات الطاقة المتجددة، إذا استحوذت القارة الإفريقية على 2 % فقط من الاستثمارات العالمية منذ عام 2000، وذلك  من سوء الحظ لأنها تمتلك موارد تمكنها من كونها رائدة في إنتاج الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس، ومن ثمّ  يتحتم على الدول الصناعية الكبرى أن تعزز استثماراتها  في إفريقيا في مجال إنتاج الطاقة المتجددة بل بات إلزاما على أوروبا ألان الاستثمار في إفريقيا في ذلك التوقيت المتأزم، استثمار في مشروعات الطاقة جنبًا إلى نقل الصناعات التي يمكن نقلها إلى إفريقيا بجوار مصادر الطاقة والمواد الخام مما سيحقق لإفريقيا أرباحا وفرص عمل وجودة حياة أفضل  وينقذ الصناعات المهددة بالتوقف في أوروبا نتيجة أزمة الطاقة العالمية.
لذا يتوجب على الدولة المصرية أن تكون همزة الوصل واستغلال  كوب 27 وتواجد كل الأطراف المعنية بطرح  تلك المبادرات وتقريب المصالح المشتركة بين إفريقيا وأوروبا حلا لتلك الأزمة 
كي يعود النور مرة أخرى إلى مدينة النور وينير باقي بقاع الأرض.