الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مسرحة المناهج.. كيف ولماذا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعد مسرحة المناهج عملية تحويل درس معين أو محتوى تعليمي معين إلى مسرحية تعليمية تبسط المحتوى التعليمي المقدم للأطفال تبعا للمرحلة العمرية. يقدم هذا المسرح المناهج التعليمية في سياق درامي غنائي يشترك فيه الأطفال من أول لحظة ويشاركهم العمل المعلمون وبعض المهتمين بالفن المسرحي من مخرجين وممثلين.

وتبنى فلسفة هذا المسرح على نظريات تربوية وليس عفو الخاطر. إذ يعتبر هذا النهج التعليمي امتدادًا لأسلوب التربوي والفيلسوف الأمريكي جون ديوي (1859-1952) التي تتلخص في تعليم الطالب دروسه الأكاديمية عن طريق الخبرات والممارسات الحياتية اليومية. وتعد المسرحية والتربوية البريطانية دوروثي هيثكوت (1929-2011) رائدة في مجال (الدراما عبر المنهاج)، وقد دخلت لعالم التربية من باب المسرح كونها كانت ممثلة، ومزجت خبراتها المسرحية والتربوية لتطوير هذا الأسلوب، وعلى الرغم “من أنها أحبت التمثيل، فإن رؤياها كانت أبعد من الخشبة، وباتجاه استخدام المسرح كبنية تعليمية. بشكل فطري، أدركت النزعة الإنسانية الطبيعية لاستخدام الدراما في استكشاف العالم وفهمه، وتطوير مهارات الحياة الأساسية الضرورية. وبهذا الإدراك، أعدت هيثكوت نفسها ملهمة ترجمت رؤياها إلى ممارسة صفية للفئات العمرية كافة، ولا تزال تلك الممارسة مصدر إلهام للملايين”[1]، وقد “ابتدعت هيثكوت مدرسة تطبيق كاملة للدراما، مستندة إلى إزاحة بيداغوجيا المعلم من موجه إلى مكثف، مدرب، مسهل، وفنان مشارك، مدركة ممكنات التعلم عبر عملية إبداع تشاركية تعطى فيها القوة للمتعلم[2]” وفي تعريف آخر هي: "وضع المناهج الدراسية في قالب مسرحي من خلال تجسيد المواقف والأحداث التي بداخلها وتمثيلها في مكان مخصص لذلك" [3]

تتجلى أهمية مسرحة المناهج في كونها إحدى استراتيجيات التعلم النشط التي تكسر روتين الحصص اليومي وطرق التدريس والتربية المألوفة والقائمة على التنظير. إلى جانب تقديمه للمواد الدراسية في صورة مبسطة وجذابة محببة. تجعل التلميذ يتعلق بالمادة الدراسية ويتقبلها ضمن إطار درامي منتزع من الحياة. وتكمن أهمية هذا الأسلوب التعليمي وبخاصة في المدارس خاصة الابتدائية، كما يقول المخرج المسرحي جودي كيلي، بأن الدراما في المدارس “يمكنها تحرير قيود العقل لاستخدام ملكات الخيال، الذكاء، التعبير بحرية عن الأفكار والاستجابات والمشاعر وإيصالها للآخرين، فهي تحمل إمكانية التحدي والتساؤل والتحفيز على التغيير"[4]”   و من ثم يتغير فهم وتلقي التلاميذ للموضوع التعليمي، كما أنها تحبب المواد الدراسية إلى نفوسهم لأنها تثير حب الاستطلاع لديهم والرغبة في المعرفة للقضية التي تتناولها المسرحية، مما يجعلهم إيجابيين غير خاملين أثناء الدرس.

……………………………………….

[1]    دوروثي هيثكوك-مجلة رؤى تربوية-العدد 35

[2] نفسه

[3] على الجمل:معجم المصطاحات التربوية في المناهجو طرق التدريس،عالم الكتب، ط2

[4]DRAMA IN SCHOOLS، SECOND EDITION-ARTS COUNCIL ENGLAND-OCTOBER 2003