انتصار مهم للاقتصاد والشعب الأمريكي" بهذه العبارة وصف الرئيس الأمريكى جو بايدن الاتفاق المبدئى بين البيت الأبيض وشركات ونقابات السكك الحديدية للشحن التى تمثل عشرات الآلاف من العمال، لتجنب إضراب محتمل للسكك الحديدية يهدد بإغلاق مسار مهم للاقتصاد الأمريكي، مما يزيد من معدل التضخم الذى وصل إلى أعلى مستوى له فى أربعة عقود هذا الصيف.
وجاء هذا الاتفاق ليثبت تأثير بايدن على حزب العمال التى تساءلت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" قبل يومين، كما أن البيت الأبيض تجنب بهذا الاتفاق إضراب وطنى مدمر من قبل عمال السكك الحديدية؛ كان بمثابة توبيخًا كبيرًا لبايدن والديمقراطيين، فى الفترة التى تسبق الانتخابات النصفية، والذى من شأنه أيضًا أن يخلق اضطرابًا اقتصاديًا فى أسوأ وقت للديمقراطيين الذين يحاولون إقناع الأمريكيين بأن الاقتصاد الأمريكى فى حالة رائعة.
انتصار مهم للاقتصاد الأمريكي
وأشاد الرئيس الأمريكى جو بايدن بالاتفاق الذى تم بوساطة وزير العمل مارتن جيه والش، وقال: "الاتفاق المبدئى الذى تم التوصل إليه هو انتصار مهم لاقتصادنا والشعب الأمريكي... إنه فوز لعشرات الآلاف من عمال السكك الحديدية الذين عملوا بلا كلل من خلال الوباء لضمان حصول العائلات والمجتمعات الأمريكية على ما جعلنا نواصل العمل خلال هذه السنوات الصعبة".
رواتب أفضل وتعويضات سخية
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن بايدن أكد أن عمال السكك الحديدية هؤلاء سيحصلون على رواتب أفضل، وتحسين ظروف العمل، وراحة البال حول تكاليف الرعاية الصحية: كل هذا يكسبونه بشق الأنفس".
وأضاف بايدن: "تعد الاتفاقية أيضًا انتصارًا لشركات السكك الحديدية التى ستكون قادرة على الاحتفاظ بالمزيد من العمال وتوظيفهم فى صناعة ستستمر فى كونها جزءًا من العمود الفقرى للاقتصاد الأمريكى لعقود قادمة".
ومن جانبها، شكرت رابطة السكك الحديدية الأمريكية، وهى مجموعة صناعية، النقابات ومسئولى إدارة بايدن - بما فى ذلك والش ووزير النقل بيت بوتيجيج ووزير الزراعة توم فيلساك - للمساعدة فى تحقيق الصفقة معًا.
وقالت الرابطة فى بيان صحفي: "بفضل تفانى جميع الأعضاء المشاركين فى عملية المفاوضة الجماعية"، فإن هذه العقود الجديدة توفر لموظفى السكك الحديدية زيادة فى الأجور بنسبة ٢٤٪ خلال فترة الخمس سنوات من عام ٢٠٢٠ حتى عام ٢٠٢٤، بما فى ذلك دفع تعويضات فى المتوسط ١١٠٠٠ دولار عند التصديق".
وعن الاتفاقية، كتب والش على "تويتر": "إنها توازن بين احتياجات العمال والشركات والاقتصاد"، وتابع فى تغريدة أخرى: "نظام السكك الحديدية الخاص بنا جزء لا يتجزأ من سلسلة التوريد لدينا، وسيكون للاضطراب آثار كارثية على الصناعات والمسافرين والعائلات فى جميع أنحاء البلاد".
ماذا لو حدث الإضراب؟
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الرئيس بايدن شارك وفريقه الاقتصادى بشكل متزايد فى المحادثات خلال الأسبوع الماضي، على أمل تجنب الإضراب الذى سيغلق ٧٠٠٠ قطار لمسافات طويلة فى البلاد مما سيلحق أضرارًا اقتصادية هائلة، وتقدرها رابطة السكك الحديدية الأمريكية التكلفة بـ٢ مليار دولار فى اليوم فى اقتصاد يبلغ إجمالى الناتج المحلى فيه حوالى ٦٣ مليار دولار فى اليوم.
ويهدد مثل هذا التوقف أيضًا بخلق نقص فى أرفف المتاجر كان من الممكن أن يؤدى إلى ارتفاع أسعار المستهلكين، مما يزيد من معدل التضخم الذى وصل إلى أعلى مستوى له فى أربعة عقود هذا الصيف
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن ما يقرب من ثلث الشحن فى الولايات المتحدة يتحرك بالسكك الحديدية، التى تأتى فى المرتبة الثانية بعد النقل بالشاحنات.
تحذيرات وخطط واستعدادات للإضراب
وبدأت شركات السكك الحديدية فى تحذير زبائنها الأسبوع الماضى من استعدادهم للإضراب عن طريق تقليص بعض الخدمات، وبدأ مسؤولو الإدارة فى وضع خطط طوارئ لمحاولة تقليل الانقطاعات فى الشحنات الهامة فى حالة حدوث إضراب، تضمنت تلك الخطط العمل مع شركات النقل بالشاحنات وشركات الشحن فى المحيطات وغيرها من أشكال النقل البديلة لضمان استمرار وصول بعض الإمدادات إلى وجهاتهم.
كما أغلقت شركة نورفولك الجنوبية أبوابها أمام حاويات الشحن القادمة من الشاحنات والسفن يوم الثلاثاء، وقالت إنها تخطط لبدء إغلاق شبكتها بالكامل فى منتصف ليل الخميس، وقالت شركة امتراك أول أمس الأربعاء، تحسبا لإضراب، إنها ستلغى جميع قطارات الركاب للمسافات الطويلة ابتداء من يوم الخميس من أجل تجنب تقطعت السبل بالأشخاص نظرا لأن العديد من قطاراتها تعمل على مسارات تديرها وتديرها شركات الشحن.