جواهر التتويج جزء أساسى من مراسم تسلم الملك تشارلز الثالث عرشه بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية عن عمر يناهز ٩٦ عامًا الخميس الماضى، حيث إن لجواهر التاج البريطاني رمزية كبيرة، إذ تزخر بدلالات روحية وزمنية قوية.
وسيتم نقل جواهر التاج من موقعها في برج لندن، حيث تخضع لمراقبة مشددة لاستخدامها في مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث خلال بضعة أشهر من الآن، وذلك من خلال طقوس قديمة، يعود تاريخها إلى ما يقرب من ١٠٠٠ عام، وحينها كان الملك قد وضع على رأسه أثرًا لا يقدر بثمن عمره قرون، وهو تاج القديس إدوارد.
كان قد تم إعلان أمير ويلز السابق رسميًا ملكًا جديدًا للمملكة المتحدة وبقية دول الكومنولث البريطانى يوم السبت ١٠ سبتمبر فى قصر سانت جيمس فى لندن، وأصبح تشارلز ملكًا فور وفاة والدته، الملكة إليزابيث الثانية، وكان حفل يوم السبت بمثابة اعتراف علنى بهذه الحقيقة.
يمتلك تشارلز الثالث مجموعة نادرة من المجوهرات التي لا تقدر بثمن، فهي ذات قيمة ثقافية وتاريخية ورمزية كبيرة، ويعود أصل المجوهرات إلى القرن السادس عشر، وجاء العديد من القطع من الخارج، حيث تم إحضارها إلى المملكة المتحدة نتيجة للحرب الأهلية أو الانقلابات أو الثورات أو الاحتلال أو تم الحصول عليها كهدايا للملك.
على الرغم من حجم المجوهرات الملكية التي حصلت عليها الملكة الراحلة أو الملك تشارلز الثالث من أجدادهما أو التى جمعتها الملكة الراحلة خلال ٧٠ عامًا من تولى مقاليد الحكم، إلا أن جواهر التاج هى الأكثر أهمية وقدسية لما لها من أهمية دينية وثقافية عميقة، والتى يتم الاحتفاظ بها فى برج لندن منذ القرن السابع عشر، وتمثل هذه الأشياء الفريدة سلطات ومسئوليات الملك.
ويؤكد موقع القصر الملكى البريطانى أن جواهر التاج هي أثمن كنوز الأمة، وتتكون مجوهرات التاج من أكثر من ١٠٠ قطعة وأكثر من ٢٣٠٠٠ حجر كريم هم جزء من المجموعة الملكية، التي يحتفظ بها الملك للأمة.
فهناك تاج سانت إدوارد، الذي يعد أهم وأقدس التيجان، حيث يتم استخدامه فقط في لحظة التتويج وصُنع لتتويج تشارلز الثاني ليحل محل تاج القرون الوسطى الذي صهره البرلمانيون في عام ١٦٤٩، بعد إعدام الملك تشارلز الأول، وتم استخدامه آخر مرة لتتويج الملكة إليزابيث الثانية عام ١٩٥٣.
وكذلك هناك التاج الإمبراطوري، وهو التاج الذي يرتديه الملك عندما يغادر كنيسة وستمنستر بعد التتويج، كما يتم استخدامه في مناسبات أخرى للدولة بما في ذلك الافتتاح السنوي للبرلمان، وهو مصنوع من الذهب ومرصع بـ ٢٨٦٨ ماسة و١٧ حجر ياقوت و١١ زمرد و٢٦٩ لؤلؤة و٤ ياقوتات، كما يحتوي التاج على بعض من أشهر المجوهرات في المجموعة. وتشمل هذه الياقوت الأمير الأسود، وStuart Sapphire، وCullinan II الماس، وصُنع لتتويج الملك جورج السادس في عام ١٩٣٧.
ويعد صولجان الملك مع الصليب من المجوهرات المقدسة فى تتويج الملك، حيث تم استخدام صولجان الملك مع الصليب في كل تتويج منذ عهد تشارلز الثاني عام ١٦٦١، وتم تحويله في عام ١٩١٠ إلى جورج الخامس بإضافة ماسة كولينان الأول المذهلة، بوزن ٥٣٠.٢ قيراطًا، يعد أكبر ماسة مقطوعة عديمة اللون في العالم.
وهناك الجرم السماوي حيث يُعرض على الملك أثناء التتويج أشياء تمثل سلطاتهم ومسئولياتهم من بين الأشياء الجرم السماوي، وهو كرة ذهبية يعلوها صليب، ليذكر الملك أن قوته مستمدة من الله.
كما أن ملعقة التتويج واحدة من أقدم الأشياء في جواهر التاج والتي تعود للقرن الثاني عشر، حيث يتم استخدامها لدهن الملك بالزيت المقدس، وهو الجزء الأكثر قداسة في حفل التتويج.
من بين المجوهرات الأغلى التى تمتلكها الملكة الراحلة، ماسة «كوه إي نور» أو جبل النور والتى يبلغ وزنها ١٠٥.٦ قيراط، وهى أحد أشهر الماسات في العالم، والتى كان لها العديد من المالكين السابقين، بما في ذلك الأباطرة المغول وشاه إيران وأمراء أفغانستان والسيخ مهراجا، والتى حصلت عليها بريطانيا من خلال شروط معاهدة نهاية الحروب الأنجلو- سيخية في البنجاب، وجرى وضعها في الصليب المالطي الموجود على تاج الملكة إليزابيث.