أكد كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر على أهمية دعم الشباب ليصبحوا ليس مجرد مواطنين فاعلين في عالم اليوم، ولكن قادة في مجتمعاتنا.
وشدد - في الكلمة التي ألقاها اليوم الخميس خلال فعاليات النسخة الثانية من برنامج أكاديمية شباب المتوسط الذى يعقد بمكتبة الإسكندرية وتنظمه وزارة الشباب والرياضة - على ضرورة توفير الموارد لشبابنا ليصبحوا باحثين نحتاجهم لمواجهة التحديات التي نجابهها اليوم، وذلك من خلال الاستثمار في السبل التي تسهل مشاريعهم، وقدراتهم على الابتكار والابداع.
وأشار إلى أهمية الاستماع لأراء الشباب والتى تلهم المؤتمرات المهمة ومن بينها الدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، والنسخة الخامسة من منتدى شباب العالم.
وأشاد السفير الأوروبي في كلمته بالزخم الايجابى الذى يشهده التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي الجارين والشريكين الاستراتيجيين وما لهما تاريخ طويل من الصداقة.. مذكرا بان استقرار وازدهار السكان على جانبي البحر المتوسط يعد مصلحة مشتركة.
وأشار برجر إلى أن الاتفاقية الخاصة بأولويات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر التي تستمر حتى عام 2027 تعد علامة سياسية بارزة وتبرز اتساع نطاق تعاوننا في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك وعلى راسها الأمن الغذائي، والتحول الأخضر والرقمي، وخلق فرص العمل، والطاقة المتجددة والموارد الطبيعية، وخاصة المياه.
كما استعرض السفير أيضا العلاقات الوثيقة بين أوروبا وجنوب المتوسط بشكل عام باعتبارها مصلحة للجميع.. مشيدا بالمساهمة المهمة للاتحاد من أجل المتوسط من خلال العمل كمنصة للحوار والتعاون بين ضفتي البحر المتوسط.
ولفت إلى أنه قبل خمسة وعشرين عامًا، التزم الاتحاد الأوروبي وشركاء المتوسط بتحويل حوض البحر الأبيض المتوسط إلى منطقة للحوار والتبادل والتعاون، بما يضمن السلام والاستقرار والازدهار؛ حيث تذكرنا الذكرى السنوية الخامسة والعشرون لإعلان برشلونة بأن الشراكة المتوسطية المعززة تظل ضرورة إستراتيجية للاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن التحديات التي لا تزال المنطقة تواجهها تتطلب استجابة مشتركة، خاصة بعد أكثر من عشر سنوات من الربيع العربي.. مشيرا إلى أنه "من خلال العمل معًا، والاعتراف بترابطنا المتزايد، وبروح الشراكة، سنحول التحديات المشتركة إلى فرص، من أجل مصلحتنا المشتركة".
وقال إن الأجندة الجديدة للبحر المتوسط تقترح مجموعة من الإجراءات التى تتضمن التنمية البشرية والحكم الرشيد وسيادة القانون؛ تعزيز المرونة وبناء الازدهار واغتنام التحول الرقمي؛ السلام والأمن؛ الهجرة والتنقل؛ التحول الأخضر: المرونة المناخية والطاقة والبيئة.
وأكد أن "الخطة الاقتصادية والاستثمارية لدول الجوار الجنوبي" ستساعد على تحفيز الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي على المدى الطويل، وتعزيز التنمية المستدامة، ومعالجة الاختلالات الهيكلية في المنطقة، والاستفادة من الإمكانات الاقتصادية للمنطقة".
وأشار إلى أن الخطة تتضمن مبادرات رائدة ملموسة في القطاعات ذات الأولوية، تهدف إلى زيادة جاذبية المنطقة تجاه المستثمرين.. مؤكدا على أن الالتزام المتجدد بتنفيذ ودعم الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، لا سيما فيما يتعلق ببيئة الأعمال والنمو الاقتصادي المستدام وسياسات الاقتصاد الكلي الموجهة نحو الاستقرار والمدعومة باستراتيجية طويلة الأجل، أمر ضروري لنجاح هذه المبادرات.
وقال السفير الأوروبى إن العام الجارى 2022 هو عام الشباب في أوروبا، وتركز إستراتيجية الاتحاد الأوروبي للشباب على ثلاثة مجالات عمل أساسية، حول الكلمات الثلاث: المشاركة، والتواصل، والتمكين، وتم تطوير 11 هدفًا أوروبيًا للشباب. تحدد هذه الأهداف المجالات المشتركة بين القطاعات التي تؤثر على حياة الشباب.
وتابع - موجها حديث للشباب - "رسالة الاتحاد الأوروبي بسيطة: نريدك أن تشارك، نريدك أن تساهم في مستقبل أفضل لك وللأجيال القادمة. هذا هو سبب وجودنا هنا اليوم".
واستعرض البرامج التى يقدمها الاتحاد الأوروبي لدعم تمكين الشباب: وبرامج تبادل الطلاب، والمنح الدراسية.
واستطرد قائلا "الشباب حاضرون أيضًا في برامجنا المستقبلية من خلال مبادرة يتم بلورتها حاليا فى إطار "فريق أوروبا" وبدعم من وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الشباب والمجتمع المدني.
كما تطرق السفير إلى أهمية تغير المناخ في التحضير لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين حيث عمل الاتحاد الأوروبي بشكل مكثف في الأشهر الماضية للتحضير لهذا الاجتماع الهام، وشجع الجهات الرئيسية للانبعاثات على رفع مستوى طموحها قبل 2030 من خلال برنامج عمل التخفيف الجديد الذي سيتم إطلاقه في شرم الشيخ.