رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بين الواقعية وبعض ملامح التجريد.. استعادة إبداع ممدوح عمار في "مبدعون خالدون"

من لوحات الفنان الراحل
من لوحات الفنان الراحل ممدوح عمار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يستضيف جاليري ضي بالزمالك معرض "مبدعون خالدون"22، والذي يضم، لأول مرة، جناح استيعادي خاص لعرض مجموعة مختارة من أعمال الفنان المصور الدكتور ممدوح عمار، كضيف شرف المعرض الذي ينظمه أتيليه العرب للثقافة والفنون، بالتعاون مع عائلة الفنان. والذي يستمر حتى 15 من أكتوبر المقبل.
تظهر هذه المجموعة المؤلفة من 90 عمل من أعمال عمار، وهو "أحد فرسان الواقعية الحالمة والسريالية الملموسة"، حسب تعبير أحد القائمين على الجناح، معظم المراحل الفنية التي مر بها الفنان الراحل، منذ أواخر أربعينيات القرن الماضي، وحتى رحيله عام2012. 

الفنان الراحل ممدوح عمار


ولد الفنان ممدوح عمار عام 1928 في الريف المصري. وتحديدا في محافظة البحيرة، وفي كنف عائلة وطنية عريقة، ما أكسب أعماله فيما بعد طابعا خاصا، كونها نتاج مخزون ثقافي وفكري واسع. لكنه بدأ رحلته تلميذا على يد الفنان التركي هدايت شيراري، ثم التحق بالكلية الملكية للفنون الجميلة عام 1948. كان أساتذته من الجيل الأول من الرسامين المصريين، أمثال يوسف كامل وأحمد صبري وحسين بيكار، إضافة إلى المستشرق الفرنسي بيير بيبي مارتن.
تخرج عمار حاصلا على تقدير الامتياز عام 1952. ليخوض بعدها رحلة واسعة جمعت بين السفر والفن والدراسة الأكاديمية، فقد نال دبلوم فن الحفر من جامعة بكين، ودبلوم في فن الجداريات والتصوير من كلية الفنون الجميلة في باريس، حيث درس على يد الفنان الفرنسي أندريه لوت، وإضافة إلى دبلوم في فن التصوير من أكاديمية روما العليا. حصل عمار على شهادة تدريب من الفنان الإيطالي جينتيلليني.

من لوحات المعرض الاستيعادي للفنان ممدوح عمار


كان عمار عضوًا في "جماعة الفن والحرية"، كما انضم إلى نقابة الفنانين التشكيليين، وفي جمعيات أخرى كثيرة. أيضا، عمل في وزارة السياحة، وكذلك صحفيا في "جريدة المساء" و"روز اليوسف"، كما كان أستاذًا في قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة في جامعة القاهرة، وأصبح رئيس القسم لاحقًا، وأستاذًا متفرّغًا في تاريخ الفن الحديث حتى وفاته قبل عشرة أعوام، وأقام نحو عشرة معارض شخصية في القاهرة والإسكندرية والصين وإيطاليا.
لم يكن عمار من محبي الصخب الإعلامي. وآثر أن يكون مرسمه في منطقة المنصورية الهادئة، بعيدا عن الضوضاء. متمسكا بمصريته شديدة الخصوصية. لذا، فقد ظل لفترة من الزمن غائبًا، نسبيًا، عن الساحة الفنية، لكنه كان يترك أسلوبه الذي يمزج بين الواقعية وبعض ملامح التجريد، وقد يذهب أيضًا نحو نمط تكعيبي. 

يوضح الكاتب اللبناني محمد شرف أن هذا كلّه "يرتبط بالحقبة الزمنية التي تم خلالها إنجاز العمل، وبالتطوّر الذي يصيب الأسلوب على مر الأيام، كما بحيثيات الموضوع نفسه".

من لوحات المعرض الاستيعادي للفنان ممدوح عمار

 
وأوضح شرف في أحد كتاباته عن عمار: "اعتبر الفنان الرسم أساسًا ليس من الممكن التخلّي عنه، لذا فإن التخطيط الجرافيكي رافق أعماله، ولو بدرجات متفاوتة، علمًا أن الرسم هنا لم يرتبط بتمثيل شديد الواقعية. وإذا كان من ميزة واضحة". أيضًا، لدى عمار اهتماما بعملية الإبداع، التي لم تسر دائمًا على دروب تقليدية "بل اكتسبت حدّة وجرأة، وميلًا إلى التجريب، مع تجنّب الوقوع في مصائد القوالب الجاهزة. هذا الأمر ينسحب أيضًا على اللون، إذ لا ضير من اللجوء إلى التعاكس في موقع ما، وتفضيل الإنسجام في مواقع أخرى". 
كمثال، فإن أعمال عمار التي تضمها مجموعة "السيرك"، كانت للألوان الصاخبة مكانة بارزة. لكن "الصخب في هذا الموقع أخفى حزنًا، فالمهرّجون يجهدون من أجل إضحاك الجمهور، في حين أن نفوسهم قد تضمر الحزن"، كما يصفها شرف.