المقبرة TT320 المعروفة بخبيئة الدير البحري تمتلك قصة أعظم اكتشاف في تاريخ الآثار المصرية، والقصة تبدأ منذ أكثر من 900 سنة ق.م مع انحدار الإمبراطورية المصرية، فالمقبرة شيدت في الأساس من أجل بينوزوم الثاني كبير كهنة آمون بطيبة وزوجته نسخنسو، وتوفي بينوزم الثاني عام 969 ق.م.، ودفن في المقبرة التي كان أعدها بعيدا عن أعين اللصوص، وكانت المقابر الملكية في ذلك الوقت مطمعا للصوص ونابشي القبور.
خاف كهنة آمون علي مومياوات ملوكهم من السرقة والضياع فقرروا جمع كل المومياوات الملكية في مقبرة واحده، وهي مقبرة بينوزوم الثاني والتي كانت بعيده جدا عن اعين اللصوص، وظلت المقبرة بعيده عن أعين نابشي القبور مده طويلة حتى جاء عام 1871م حيث استطاع اثنين من عائلة عبد الرسول ان يكتشفوا المقبرة حيث كانت عائلة متخصصة في سرقة المقابر ونهب محتوياتها ودخل عبد الرسول واولاده المقبرة ونهبوا منها كل المجوهرات الملكية والبرديات والمقتنيات الثمينه والاواني وكل ما يؤرخ قصة الحضارة المصرية.
وبدأت هذه الاثار تنتشر في اوروبا وفي القاهرة حتى انتبه جاستين ماسبيرو، مدير الآثار المصرية، لوجود الكثير من القطع الاثرية المتداولة وغير مسجلة، وفي عام 1881 تم الكشف عن خبيئة الدير البحري بعد ان اعترف احمد عبد الرسول بمكانها، وظلت المقبرة منهوبة طيلة عشر سنوات، وعندما نزل ماسبيرو الي المقبرة قال ان هذا اعظم كشف للاثار المصرية في التاريخ، ولو لم ينهب لكان الأعظم في تاريخ الكون.