في ظل استمرار المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الاربعاء، عن فرض عقوبات على 10 أشخاص وكيانين إيرانيين تربطهم صلة وطيدة بمنظومة الحرس الثوري الإيراني.
وكشفت وزارة الخزانة الأمريكية، اليوم، في بيان صادر عنها، أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت معاقبة 10 أشخاص وكيانين بسبب هجمات سيبرانية، كما اتهمت 3 أشخاص على صلة بالحرس الثوري الإيراني أيضًا بأنهم وراء هجمات سيبرانية مورست على الجانب الأمريكي وعلى حلفاء للولايات المتحدة الأمريكية أيضًا وكان أخرهم ألبانيا.
وعلى إثر تلك الهجمات السيبرانية التي حدثت على ألبانيا أعلنت الأخيرة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران مؤخرًا، بعد جدل كبير فيما يتعلق بهجمات إليكترونية وسيبرانية من إيران على ملفات لمعارضين إيرانيين يعيشون في ألبانيا خلال الفترة الماضية، ومحسوبين على جبهة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني الحالي.
من جهته أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم، إن بلاده فرضت تلك العقوبات بسبب ما اعتبره "أنشطة خبيثة" حاولت الإضرار بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك حلفاء الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية، وفي ظل استمرار المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.
ولم تكن تلك العقوبات هي الأولى للولايات المتحدة الأمريكية في ظل سريان المفاوضات بين إيران والدول الكبرى، إذ سبق أن أعلنت واشنطن فرض عقوبات مماثلة على وزارة الاستخبارات الإيرانية ككيان، وكذلك وزير الاستخبارات الإيراني.
كما فرضت عقوبات أيضصا على شخص وأربع شركات إيرانية ساهمت في إطلاق هجمات سيبرانية على الولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق، وهو ما يشكل أزمة فيما يتعلق بملف المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا حاليًا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015.
وعلى الرغم من تلك العقوبات إلا أن المفاوضات لا تزال سارية، مع العلم أن هناك حالة من الجدل حول المسودة النهائية التي اقترحها مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، والذي أعلن عن تشاؤومه مؤخرًا من الوصول إلى نقطة التوقيع على المسودة واعتبارها اتفاق جديد بين الأطراف، في ظل الكثير من التعديلات التي تجريها إيران على المسودة، والتي ترفضها الولايات المتحدة الأمريكية بالضرورة.
وعلى الرغم من استمرار تلك الممارست من جانب إيران وكذلك ما تتلقاه من ردود من الجانب الأمريكي، إلا أن تلك العقوبات صاحبة تأثير ضئيل على ملف المفاوضات النووية، حيث لا تعد تلك الشركات ولا الأشخاص مسائل جوهرية في صميم الاتفاق النووي الإيراني الذي تسعى الولايات المتحدة والدول الضامنة لإحياءه.
كما تعمل إيران من جانبها على عدة محاور إذ ترى أنه إذا وصلت إلى نقطة مفادها الموافقة على بنود المسودة النهائية، فمعناها أنها وصلت إلى نقطة تستطيع أن تطلب فيها رفع العقوبات المفروضة من جانب أمريكا إما دفعة واحدة أو على دفعات متتالية.
لكن ما يهم الجانب الإيراني بكل تأكيد هو رفع العقوبات الرمزية عن شخص المرشد، وكذلك عدد من الكيانات المهمة أبرزها كيانات اقتصادية تابعة للحرس الثوري، وكذلك الضغوط المفروضة على إيران في سبيل تصدير النفط الإيراني.