يوافق اليوم 15 سبتمبر و هو ذكرى ميلاد الفنان الكوميدى الراحل إسماعيل يس و الذى يعتبر صانع البهجة ونجم الكوميديا الأشهر في تاريخ السينما المصرية والفنان الوحيد الذي قدم سلسلة من الأفلام باسمه بعد الراحلة ليلى مراد و منها "إسماعيل يس في الجيش" و"إسماعيل يس في مستشفى المجانين" و " إسماعيل يس فى الأسطول و " إسماعيل يس فى الطيران " و إسماعيل يس فى البوليس " .
ولد إسماعيل يس في محافظة السويس وانتقل إلى القاهرة، في بدايات الثلاثينيات لكي يبحث عن مشواره الفني كمطرب، إلا أن شكله وخفة ظله حجبا عنه النجاح في الغناء، وقد امتلك إسماعيل الصفات التي جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض حيث إنه مطرب ومونولوجست وممثل، وظل أحد روّاد هذا الفن على امتداد عشر سنوات من عام 1935- 1945 ثم عمل بالسينما و حقق نجاحا كبيرا فيها و استطاع أن يترك بصمة لا تنسى فى عالم السينما .
تزوج إسماعيل ياسين 3 مرات، ولم ينجب غير ولد واحد هو المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين و كانت الزوجة الأولى في حياة إسماعيل ياسين هى سعاد وجدي، ولكنه انفصل عنها بعد شهرين، والزيجة الثانية كانت من راقصة تدعى ثريا حلمي، وهي ليست المونولوجست ثريا حلمي حيث أن تشابه الأسماء جعل البعض يعتقد أنه تزوج من الفنانة الشهيرة آنذاك، وقد انفصل عنها إسماعيل ياسين بعد أسبوع من الزواج، بعد أن أرهقته بطلباتها المادية، واكتشف بأنها تتفوه بأبشع الألفاظ، ليتزوج للمرة الثالثة والأخيرة من فوزية وهي أم ابنه الوحيد "ياسين"، وقد وقع في غرامها بعد أن رآها لأول مرة مع زوجة مدير المسرح وعلى الرغم من تحذير البعض لها بأنه زير نساء وتزوج وانفصل مرتين، لكنها بادلته الحب وكانت "وش السعد" عليه في حياته.
بدأ إسماعيل يس حبه للفن في طفولته حيث كان يعشق أغنيات محمد عبد الوهاب ويغنيها ويحلم بأن يكون مطرباً منافساً له، وبالفعل بعد أن بلغ 17 عاما قرر أن ينتقل إلى مدينة القاهرة، وعمل في البداية صبياً في مقهى بشارع محمد علي وسكن وقتها في فندق شعبي صغير، والتحق للعمل بعدها مع الأسطى نوسة وهي راقصة شعبية، ولكن بعد فترة تركها ليعمل وكيلاً في مكتب محامٍ، ليوفر المال الكافي للمعيشة.
وبعدها ذهب إلى الفنانة بديعة مصابني ليكتشفه توأمه الفني وصديقه المؤلف الكوميدي أبو السعود الأبياري، والذي رشحه لبديعة مصابني لتقوم بتعيينه بفرقتها، وبالفعل انضم إلى فرقتها ليلقي المونولوجات في ملهى بديعة مصابني، وظل إسماعيل ياسين من عام 1935 وحتى عام 1945 يلقي مونولوجات، فكان الفنان الأشهر في هذا المجال، وكان يحصل على أربعة جنيهات على المونولوج.
حيث قدم إسماعيل يس خلال مشواره الفنى العديد من الأغنيات والمونولوجات، ومنها عايز اروح وصاحب السعادة ومتستعجبش متستغربش وعيني علينا يا أهل الفن والليل الليل يا ميمون واحنا التلاتة.
و في عام 1939 قدمه فؤاد الجزايرلي في فيلم "خلف الحبايب"، ليقدم عددا كبيرا من الأفلام بين البطولة المطلقة، والدور الثاني، ومن أشهر أعماله مصنع الزوجات ونمرة 6 وعلي بابا والأربعين حرامي وحب من السماء والطريق المستقيم وتحيا الستات ومن الجاني والقلب له واحد وأحلام الحب وصاحب بالين وسلطانة الصحراء وقلبي دليلي وعنبر والروح والجسد وأميرة الجزيرة وحب وجنون وصاحبة العمارة ومنديل الحلو وعلى أد لحافك وعفريتة هانم وجواهر وليلة العيد وبنت المعلم وفلفل وماكنش عالبال والأنسة ماما والبطل وحبايبي كتير والمليونير.
و مع بداية الخمسينيات، بدأ إسماعيل ياسين مرحلة البطولة المطلقة، فكانت المرحلة الذهبية في مشواره، وقدم أفلاما منها حماتي قنبلة ذرية والبنات شربات واديني عقلك وبيت النتاش وحلال عليك وحظك هذا الأسبوع والحموات الفاتنات وعفريت عم عبده وبنت البلد والستات ميعرفوش يكدبوا والأنسة حنفي وكدبة إبريل وخليك مع الله والحقوني بالمأذون ودستة مناديل وكابتن مصر ومملكة النساء وصاحبة العصمة وابن حميدو وامسك حرامي وعريس مراتي ورحلة إلى القمر وحسن وماريكا وشهر عسل بصل.
إضافة إلى تقديمه أيضاً سلسلة أفلام باسمه، منها عفريتة إسماعيل ياسين واسماعيل ياسين في الأسطول وإسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات وإسماعيل ياسين في دمشق وإسماعيل ياسين في البوليس الحربي وإسماعيل ياسين للبيع وإسماعيل ياسين في مستشفى المجانين وإسماعيل ياسين طرزان واسماعيل ياسين في الطيران.
و لكن كان انحسار الأضواء عن إسماعيل ياسين سببا رئيسيا لهدمه حيث كان سببه أيضا الضرائب التي تراكمت عليه ليجد نفسه مطاردا بالديون، وحجز على العمارة التي بناها من أمواله وتم بيعها، فحل فرقته عام 1966 وسافر إلى لبنان وعمل بعض الأفلام القصيرة، منها فرسان الغرام وكرم الهوى وعمل كمغني مونولوجات مرة أخرى، فعاد إلى مصر بعدها محطما وقبل بأدوار صغيرة لا تليق بتاريخه.
توفي إسماعيل ياسين بأزمة قلبية حادة في 24 مايو عام 1972 وكان لم يستكمل بعد دور صغير في فيلم كان يقوم ببطولته نور الشريف، وكان وقتها الرئيس محمد أنور السادات يفكر في تكريمه، ليكرم بعد وفاته.