بينما كانت عقارب الساعة تشير الي الخامسة صباحا؛ وبعد دقائق قليلة من صلاة الفجر؛ جلس رجل خمسيني يدعى "عم سيد" كعادته على أحد المقاهي القريبة من مطلع محور ٢٦ يوليو بمنطقة ارض اللواء؛ يتناول "ساندوتشات الفول" وبعدها احتسي كوبًا من الشاي.
"درجات بخارية واسلحة نارية"
وقبل ثوانٍ قليلة من انصراف عم سيد، قاصدا محل عمله كسمكري بأحد الورش بمنطقة التوفيقية بوسط البلد، فوجيء الجالسين علي "القهوة" بدراجات بخارية يقودها بعض الأشخاص يحملون اسلحة نارية واطلقوا وابلا من الاعيرة النارية تجاه شخص يدعي "كرومبو" بسبب خلافات فيما بينهم، إلا ان رصاصة طائشة أصابت "العم سيد" في رأسه وسقط علي الارض غارقا في دمائه؛ بينما اصيب الشخص المقصود "كرومبو" بطلقات نارية في البطن نقل علي اثرها الي مستشفي امبابة العام، ويرقد حاليا في العناية المركزة بمستشفي امبابة العام في حالة حرجة.
وعندما شاهد احد الاشخاص الجالسين علي القهوة هذا المشهد المرعب اصيب بسكتة قلبية وتوفي علي اثرها في الحال.
خلافات بسبب امرأة
ذكر شهود العيان؛ ان قبل الجريمة بعدة ساعات وقعت مشاجرة بين المتهمين وبين "كرومبو" بمنطقة الطريق الابيض بسبب سيدة تطورت إلى مشاجرة بالأيدي وقام كرومبو بضربهم، وتوعد المتهمين بأخذ حقهم منه؛ فقرروا الانتقام منه وترصدوا له؛ وعند علمهم بتواجده علي القهوة أطلقوا عليه الأعيرة النارية.
"كان رايح على أكل عيشه"
أكد أهل "عم سيد"، عدم معرفتهم من أطلق النار عليه؛ ولكن تصادف جلوسه وقت اطلاق النار.
وطالب اهل الضحية بالقصاص العاجل من المتهمين، موضحين ان عم سيد توفيت زوجته منذ سنوات؛ وتزوجت ابنته الوحيده منذ بضعة اشهر؛ وقبل الحادث كان يعيش مع ابنه الذي لا يقدر علي العمل بسبب "إعاقة ذهنية".
وفي يوم الحادث صلي الفجر وتناول الافطار علي القهوة وكان متوجها الي أكل عيشه.
بلاغ الواقعة
تلقي الرائد حسام العباسي رئيس مباحث قسم شرطة العجوزة بمديرية أمن الجيزة إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها نشوب مشاجرة ووجود متوفين بمنطقة أرض اللواء بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلي محل البلاغ وتبين اطلاق اعيرة نارية علي اشخاص جالسين في مقهى بسبب خلافات أسفرت عن متوفيين اثنين، وإصابة أخر في حالة حرجة، وتم نقلهم إلي المستشفي تحت تصرف النيابة العامة.
وتمكنت القوات من فرض السيطرة وضبط باقي طرفي المشاجرة وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات؛ وتستمع جهات التحقيق إلى شهود العيان للوقوف على ملابسات الواقعة، وصرحت بدفن جثة المتوفيين عقب الانتهاء من تقرير الصفة التشريحية، كما أمرت بسرعة التحريات حول الواقعة.
