يراودني حلم كبير، وتلح علي خيالي أمنية عظيمة، ورغم أن الأحلام والأمنيات، تتسم بالرومانسية والمثالية، إلا أن الأمم الناجحة هي التي تحقق تلك الأحلام وتجعل من الأمنيات واقعًا وحقيقة على الأرض، ولهذا لن أكف عن الحلم الجميل الذي فيه شبابنا نابهون، يميزون بين النافع والضار في السوشيال ميديا، يستخدمون نعمة التكنولوجيا بشكل إيجابي مفيد في المعرفة ومحفز للتقدم، لا أن يحولوا النعمة لنقمة، ويستخدمون التكنولوجيا كأطفال يلعبون بالنار فيحرقون أنفسهم وغيرهم، ويبتسمون ببلاهة للبريق المتوهج لألسنة اللهب وهي تدمر حياتهم دون وعي منهم ولا إدراك ممن وضع الكبريت في أيديهم ليتسلوا أو كما يقال «يضيعوا وقت».
وكما أن العيب ليس في النار، بل في سوء استخدامها، فإن العيب ليس في السوشيال ميديا ولا فضائها اللا نهائي، ولا في تطبيقاتها ومواقعها التي تسعى للاستحواذ على أكبر عدد من المستخدمين، حتى تحولهم لأرقام، والأخيرة تصير أرباحا وأرصدة بالملايين في البنوك، والمال يداعب غريزة الطمع في الإنسان ويحوله لعبد عنده، وتختلف بالتالي نطرته للمال من مجرد وسيلة للحياة إلى غاية وهدف بل إلى الحياة نفسها، وكما قال علي بن أبي طالب، اثنان لا يشبعان، طالب علم وطالب مال، لا أقول هنا إن هذا ما يجب أن يفكر فيه أبناؤنا، بل هذا ما يجب أن نربيهم عليه، اطلبوا العلم والمعرفة لا المال والمتعة، اسعوا وراء الاكتشاف والمغامرة التي تنمي مهاراتكم، لا وراء البريق الزائف للسوشيال ميديا التي علمتكم أن أغلب ما ترونه مزيف، وغير حقيقي، ومفتعل، وفلاتر الصور والوجوه خير دليل على أن البريق زائف.