حذر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن ناقوس الخطر يدق بقوة؛ إذ تؤدي النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ المتعلقة بالمناخ والمصاعب الاقتصادية والعقبات السياسية إلى موجة متزايدة من الجوع في البلدان في جميع أنحاء العالم، مؤكدين أنه من دون اتخاذ إجراء عاجل فإن معاناة الملايين سوف تتعمق أكثر.
وطالب الاتحاد والهيئة، في تقرير مشترك صدر اليوم الثلاثاء في جنيف، بإجراء تحسينات على مستوى الأنظمة للهروب من دائرة الأزمات المتكررة بما في ذلك الاستثمارات في إنتاج الغذاء الذكي مناخيًا في المناطق المتضررة من النزاعات، ووضع آليات موثوقة لدعم المجتمعات التي يصعب الوصول إليها، والتي تعاني من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار.
ونوه التقرير بأن النزاع في أوكرانيا قد أدى إلى تعطيل أنظمة الإمدادات الغذائية العالمية إلى حد كبير وكذلك المحاصيل المستقبلية في العديد من البلدان بسبب تأثيره على توافر الأسمدة، مشددًا على أهمية وصول المزيد من الشحنات عبر مبادرة "حبوب البحر الأسود" إلى الفئات السكانية الضعيفة في شرق إفريقيا، خاصة وأن عدد قليل للغاية من شحنات الحبوب هو ما وصل إلى حيث تشتد الحاجة إليها.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر فرانشيسكو روكا، في مؤتمر صحفي اليوم في جنيف، إن هناك أكثر من 20 دولة في جميع أنحاء إفريقيا تتصارع مع أسوأ أزمة غذائية منذ عقود؛ حيث يعاني حوالي 22 مليون شخص في القرن الإفريقي من براثن المجاعة بسبب الأزمات المتفاقمة مثل الجفاف والفيضانات والآثار الاقتصادية لوباء "كورونا" والصراع.
وأضاف روكا أنه مع احتلال طوارئ الجوع عناوين الأخبار، فإن خطر ما يسمى بـ"إرهاق الأزمة" يرتفع، محذرًا أن أكثر ما يخيف في هذه اللحظة هو اتساع وعمق الاحتياجات إذ يواجه أكثر من 140 مليون شخص انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي بسبب الصراع وعدم الاستقرار في وقت يشير فيه تغير المناخ والهشاشة الاقتصادية إلى أن معدلات الجوع سترتفع في الأشهر المقبلة.