قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أليساندرو فراكاسيتي، إنه تم إنشاء برنامج المنح الصغيرة التابع لمرفق البيئة العالمية لأول مرة في عام 1992، عام قمة الأرض في ريو دي جانيرو بالبرازيل، وهو يجسد جوهر التنمية المستدامة ومبدأ "التفكير عالميًا والعمل محليًا".
جاء ذلك خلال ورشة العمل التأسيسية التي تم تنظيمها اليوم بمناسبة انطلاق المرحلة العملية السابعة من برنامج المنح الصغيرة / مرفق البيئة العالمية (2022-2026).. وافتتح الورشة الدكتور عماد الدين عدلي المدير الوطني لبرنامج المنح الصغيرة في مصر، وبحضور الدكتور محمد بيومي مسؤول البيئة ببرنامج الأمم المتحدة، الدكتور محمود حنفي استشاري التنوع البيولوجي، غادة أحمدين مساعد المدير الوطني لبرنامج المنح الصغيرة، الدكتورة هالة يسري أستاذ علم الاجتماع وعضو اللجنة التيسيرية للبرنامج.
وأضاف أليساندرو فراكاسيتي أنه من خلال توفير الدعم المالي والتقني للمشاريع التي تدعم حماية البيئة وفي نفس الوقت تحسين حياة الناس وسبل عيشهم، أظهر هذا البرنامج أن العمل المجتمعي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تحقيق التوازن بين الناس والطبيعة.
وأكد فراكاسيتي أن مصر كانت من أوائل الدول في العالم التي انضمت إلى برنامج المنح الصغيرة.. مشيرا إلى أنه منذ عام 1994 تم تنفيذ 355 مشروعا صغيرا تقدر قيمتها بنحو تسعة ملايين دولار.
وتابع" لطالما اعتبر برنامج المنح الصغيرة في مصر أحد أكثر البرامج نجاحًا على مستوى العالم، ويسعدني جدًا أن أقول إن برنامج المنح الصغيرة ساهم بشكل كبير في زيادة الوعي بين المجتمعات المحلية حول القضايا البيئية العالمية علاوة على ذلك، كان لبرنامج المنح الصغيرة في مصر دور أساسي في إشراك المجتمع المدني في COP14 ومنحهم صوتًا قويًا خلال اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي التي عقدت في مصر في 2018.
ووجه فراكاسيتي الشكر لخبراء اللجنة التوجيهية الوطنية لبرنامج المنح الصغيرة لمرحلة" SGP OP6" على عملهم الجاد وتفانيهم.. مهنئا الأعضاء الجدد في خبراء اللجنة التوجيهية الوطنية لبرنامج المنح الصغيرة الذين ينضمون إلى البرنامج "OP7"..معربا عن تطلعه لرؤية هذا النجاح يتكرر خلال COP27 عندما تستضيفه الحكومة المصرية في شرم الشيخ في نوفمبر.
ولفت فراكاسيتي إلى أن تغير المناخ هو القضية الحاسمة في عصرنا، وسيكون COP27 لحظة رئيسية لتسريع العمل المناخي ومن الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى أن تستمر المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني في لعب دور نشط وفوق كل شيء، هناك حاجة إلى مساهمتهم لضمان أننا نتحرك الآن لتحفيز مستوى التغيير المطلوب..مشيرا إلى أن آثار تغير المناخ عالمية في نطاقها وحجمها غير مسبوق: من تحويل أنماط الطقس التي تهدد إنتاج الغذاء إلى ارتفاع مستويات سطح البحر التي تزيد من مخاطر الفيضانات الكارثية وتهدد مناطق دلتا الأنهار المكتظة بالسكان وحرائق الغابات وفقدان كبير للتنوع البيولوجي وبدون اتخاذ إجراءات جذرية فورية من قبل الأفراد والحكومات في جميع أنحاء العالم، سيصبح التكيف مع هذه الآثار في المستقبل صعبًا ومكلفًا بشكل متزايد.
وأوضح فراكاسيتي أن المجتمع المدني كان وسيظل دائمًا شريكًا رئيسيًا في معالجة القضايا البيئية العالمية..منوها بان المنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم تلعب دورًا حيويًا في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي ومكافحة تدهور الأراضي إلى التخلص التدريجي من الملوثات العضوية الثابتة.
وأكد فراكاسيتي أن المرحلة السابعة لبرنامج المنح الصغيرة في مصر سيكون له تأثير إيجابي أكبر على الناس وكوكبنا.
من جانبه، قدم الدكتور عماد عدلي المدير الوطني لبرنامج المنح الصغيرة شرحًا عن البرنامج بمراحله السبع، مشيرا إلى أن الهدف العام من المشروع بناء مرونة المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة، وهي 17 هدفا المشروع وثيق الصلة بـ 15 منها، وتمتد المرحلة السابعة من 2022 إلى 2026 وتشمل 7 محافظات منها القاهرة، الجيزة، البحيرة، الفيوم، الإسكندرية، قنا والأقصر.
وأضاف أن البرنامج يهدف كذلك إلى تشجيع الجهود الأهلية، وحث السكان المحليين على إيجاد حلول واقعية لمشكلاتهم المحلية، من خلال دعم منظمات المجتمع المدني العاملة في مجالي البيئة والتنمية، وبناء قدراتها لمساعدتها على القيام بدورها في خدمة مجتمعاتها المحلية، وتحسين الأحوال المعيشية والاقتصادية والبيئية لتلك المجتمعات، وتوفير فرص عمل مستدامة للشباب من خلال المشروعات التي يتم تنفيذها في مجالات العمل الرئيسية للبرنامج، وفي إطار الأولويات والاستراتيجيات الوطنية.
وأكد عدلي أنه من خلال مبادرة" بلدنا تستضيف قمة المناخ" يتم الاستعداد الجيد لمؤتمر المناخ حيث تهدف المبادرة، من خلال المنصات المحلية التي جرى تشكيلها في مختلف محافظات الجمهورية، إلى تعزيز دور المشاركة المجتمعية والمؤسسات المعنية لتنسيق التحضير لمؤتمر الأطراف في شرم الشيخ، مع زيادة البنية المعرفية بأهم المحاور التي ستركز عليها مصر خلال المؤتمر، في ضوء توصيات قمة المناخ السابقة، وبلورة موقف موحد للمجتمع المدني، بالإضافة إلى عرض قصص نجاح المنظمات غير الحكومية في الحد من تداعيات التغيرات المناخية، وتنفيذ حملات توعية بقضايا التغيرات المناخية وأسبابها والتداعيات الناجمة عنها، تستهدف الوصول إلى كل بيت في مصر.