أعلنت الرئاسة الفرنسية بأن رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون وبريجيت ماكرون سيستضيفان غدًا الأربعاء، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا وولي العهد الأمير حسين بن عبد الله على مأدبة غداء في قصر الإليزيه.
وأعلن مستشارو الرئاسة بأن هذا الاجتماع يمثل مرحلة جديدة في الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والمملكة الهاشمية، وسيسمح بالعمل المشترك للبلدين على الاستمرار في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية الراهنة. كما ستكون فرصة لمناقشة الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط، لنفس الهدف المتمثل في تعزيز الاستقرار والحوار.
وعلمت "البوابة نيوز" من مصادر أردنية أن الأسرة الملكية، قد وصلت اليوم الثلاثاء العاصمة الفرنسية باريس من أجل زيارة عمل وفقا للبروتوكول الفرنسي والأردن. هذا وسيبحث العاهل الأردني مع الرئيس الفرنسي العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل توسيع التعاون في المجالات كافة، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية.ولن يغيب الملف الفلسطيني عن المباحثات، حيث تتفق الدولتان حول أهمية حل القضية الفلسطينية وإيجاد أفق سياسي حقيقي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تأخذنا باتجاه تحقيق السلام الشامل على أساس حل الدولتين. ولفرنسا، موقف داعم لحلّ الدولتين والداعي إلى احترام الوضع التاريخي في القدس ومقدساتها.
وسيجدد زعيما البلدين دعمهما المشترك للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل محاربة الإرهاب، حيث شاركت فرنسا في 2 ديسمبر 2017 في الاجتماعات الدولية لمكافحة الإرهاب في مدينة العقبة.
العلاقات الفرنسية الأردنية
يعود التمثيل الدبلوماسي بين البلدين في العاصمتين عمّان وباريس إلى عام 1948، حيث شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين، تطورا ونموا ملحوظًا في المجالات كافة، بما يخدم قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة. وزادت الزيارات الرسمية المتبادلة بين مسؤولي البلدين ولاسيما الوزارية في العقد الأخير.
فيما أجرى الملك عبد الله عدة زيارات عمل إلى فرنسا منذ انتخاب الرئيس ماكرون، كانت الأولى في 17 يونيو 2017، فكان أول رئيس دولة عربية يستقبله ماكرون، حيث إنّ الملك زار فرنسا منذ 2017 إلى ما قبل الزيارة الجديدة 7 مرات.
وبلغت الاستثمارات الفرنسية في الأردن ما قيمته 1.5 مليار يورو في قطاعات الاتصالات، النقل، والسياحة، والاسمنت، ومياه الشرب، والبنية التحتية.
وتقدم فرنسا دعما ميسرا بقيمة مليار يورو كل 3 سنوات للأردن.
فيما قدّم برنامج الوكالة الفرنسية للتنمية 900 مليون يورو للأردن بين عامَي 2016 و2018، منها 600 مليون يورو كقروض سيادية من الحكومة الفرنسية إلى الحكومة الأردنية و300 مليون يورو قُدمت للقطاع الخاص أو مؤسسات الحكم المحلي مثل أمانة عمّان الكبرى.
وقد بدأ التعاون الثقافي والتقني بين البلدين، بتوقيع اتفاقية التعاون الثقافي والعلمي والتقني في 1965، ثم استُبدلت باتفاقية وُقِّعت في 1995، لتغطية مواضيع إضافية. وفيما يتعلق بالتبادل التجاري، تشمل الصادرات الأردنية إلى فرنسا، معادن البوتاس، والفواكه الطازجة والخضراوات، ومنتجات البحر الميت.
أما الصادرات الفرنسية إلى الأردن فتشمل، منتجات الألبان، والشعير، والسكّر، والصناعات الكيميائية والدوائية، والفولاذ، والسيارات، وقطع الطائرات المدنية والعسكرية.
وتسجّل فرنسا الحضور الأبرز في الأردن في قطاع الاتصالات الذي يمثل 66% من الاستثمارات الفرنسية.
كما تقيم فرنسا تعاونًا علميًا وتقنيًا متنوعًا مع الأردن في القطاعات الرئيسة في الاقتصاد الأردني مثل قطاعات الطاقة والمياه والسياحة.
وتمثّل المدرسة الفرنسية الدولية في عمّان، التي أنشئت في 2013، وسيطًا لتعزير التعاون التعليمي والثقافي واللغوي مع الأردن.
وتُعدّ الوكالة الفرنسية للتنمية ووكالتها الفرعية بروباركو من بين المانحين الثنائيين الرئيسين للأردن، كما تدعم الوكالة تنمية الأردن في القطاعات الرئيسة، أي المياه والطاقة والنقل والتنمية المحلية.
وتنصّ مذكرة التفاهم الموقّعة في فبراير على الحفاظ على تعهد الوكالة الفرنسية للتنمية بتمويل عالي المستوى، إذ تعهدت بتقديم قروض ومنح بقيمة مليار يورو مُزمع تقديمها للفترة (2019-2022).
جدير بالذكر أن الأمير فيصل بن الحسين الذي يحضر ضمن اللقاءات الرسمية غدا قد أدى اليمين الدستورية مؤخرًا، ليصبح رسميًا نائبا للملك الهاشمي، بحضور هيئة الوزارة وأعضاء الحكومة الأردنية.