مرة جديدة فتح الباب على ملف استضافة إيران لعناصر تنظيم القاعدة، فقد أظهرت صورة نادرة لثلاثة من كبار قادة "القاعدة"، بمن فيهم سيف العدل، الذي يعتقد كثيرون أنه قد يكون خليفة أيمن الظواهري، أنهم كانوا موجودين في العاصمة الإيرانية طهران.
وأكد مسئولان في الاستخبارات الأمريكية بصفة مستقلة لمجلة "لونغ وار جورنال" المعنية بمكافحة الإرهاب، قبل أيام، صحة تلك الصورة، فضلاً عن هوية الرجال الثلاثة، موضحين أنها التقطت في طهران قبل عام 2015.
من جانبه، قال الدكتور مسعود إبراهيم حسن، باحث في الشأن الإيراني، إن علاقة بين إيران والقاعدة قديمة حيث تعود إلى فترة التسعينيات، وعلى الرغم من الفروق الأيديولوجية بين إيران فريق شيعي متشدد والقاعدة فريق سني متشدد، الا أن العالم شهد تعاونا وثيقا بينهما هو تعاون من أجل المصالحة، ظهر ذلك التعاون أثناء الاحتلال الروسي لأفغانستان بالإضافة إلى ما بعد احداث 11 سبتمبر ظهرت وثائق عبارة عن فيديوهات وصور من دخل ايران عبارة مجموعات من القاعدة تتدرب في إيران كل ذلك يؤكد عن وجود تعاون وثيق قائم على الهدف والمصالحة لكن لم يرتق ابدا الى تعاون أيديولوجي أو سياسي.
وأضاف إبراهيم، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن هناك عمليات أطلق عليها تبادل أسرى تمت بين إيران والقاعدة ولم تكن كذلك الا أنها كانت أوراق في يد الطرفين، فكانت هناك كوادر وقيادات من القاعدة موجودة وتعيش في إيران بحرية، فهذا التعاون لم يرتق ابدا الي تعاون ايديولوجي لان الخلاف الأيديولوجي كبير وواسع، مشيرا الى أن التعاون الايراني يمثل للقاعدة كما أعلن اسامة بن لادن من قبل أن إيران هي الشريان لانها تمد التنظيم بالدعم اللوجستي بالإضافة الي التدريب، والمقابل إيران تعتبر القاعدة عنصرا مهما جدا ربما هذا التعاون يمثل ضغطا على الولايات المتحدة الأمريكية واعداء إيران في المنطقة من خلال عمليات القاعدة.
بينما قال طارق أبو السعد، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إنه على رغم من أن القاعدة تنظيم سني متطرف يعلن عداءه للشيعة إلا أن إيران كدولة قامت بالتعاون والتنسيق مع القاعدة والجماعات المتطرفة في أكثر من مشهد الاول مع الحرب الأفغانية الروسية والافغانية الأفغانية، وكانت ملاذا لكثير من عناصر المجاهدين الأفغان سابقا وتعاونوا معا أيضا في حروب روسيا مع الشيشان إذن الخلاف المذهبي كان دعائياً أكثر منه واقعيا وبعد مطاردة امريكا لقيادات القاعدة وفرت إيران الشيعية مضايف آمنة للعديد من القادة الميدانيين بالقاعدة.
والجدير بالذكر أن أسرة بن لادن وخصوصا ابنه كانوا في حماية إيران وداخل حدودها هذا التعاون سببه المصلحة المشتركة وتبادل المنفعة والقيام بأدوار وظيفية لصالح بعضهما البعض باعتبار أن انداءهما واحد أمريكا ودول الخليج وكان هدف إيران إيجاد قوى مسلحة يمكن توجيهها لزعزعة أمن الخليج وامريكا وتكون ورقة تفاوضية وفي نفس الوقت تحيد عداء هذه التنظيمات لتأمن شر ها إذا فكرت في تغيير عدوها القريب.