في ظل الكثير من التحولات الأخيرة فيما يتعلق بملف المفاوضات النووية، والحديث عن طرح مسودة نهائية عرضت على إيران والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن تلك التحولات لم ينجم عنها الوصول إلى لحظة التوقيع النهائي على الاتفاق النووي، الذي تجري مفاوضاته في العاصمة النمساوية فيينا.
وفي الوقت الذي تحاول فيه الدول الكبرى جذب إيران إلى لحظة التوقيع، إلا أن إيران تماطل من جانب آخر من خلال إجراء بعض التعديلات على المسودة النهائية التي طرحها جوزيب بوريل مسؤول السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي، كما وصفت الولايات المتحدة الأمريكية المقترحات الإيرانية بأنها مقترحات غير بناءة، وتهدف إلى عرقلة التوصل لاتفاق على المستوى القريب.
وكشفت بعض وسائل الإعلام الإيرانية عن مسؤولين إيرانيين فسروا مماطلة بلادهم في التوقيع على الاتفاق النووي، بأن إيران ليست في عجلة من أمرها فيما يتعلق بسرعة التوقيع، خاصة في الوقت الذي نجحت فيه إيران في الالتفاف على العقوبات الأمريكية ونجحت في تصدير جزء كبير من نفطها إلى بعض دول العالم وأبرزهم الصين، فضلًا عن اتباع إيران لسياسة "الاتجاه شرقًا" من خلال توطيد العلاقات مع روسيا والصين بدلًا من الغرب وواشنطن.
وما يعزز ذلك ما أعلنه أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إن ردود إيران على مسودة الاتحاد الأوروبي بشأن التعديلات النهائية تجعل من التوصل لاتفاق سريع أمر غير حقيقي، مرجحًا أن تستمر إيران في مماطلتها في التعديلات التي تقترحها للحصول على أكبر قدر من الإنجازات في كثير من الملفات.
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة الأمريكية عاقدة العزم على ألا تمتلك إيران السلاح النووي سواء وقعت على الاتفاق النووي أو لم توقع، مشيرًا إلى أن بلاده ستواصل الضغط على الجانب الإيراني من أجل العودة للاتفاق النووي الموقع عام 2015.