دعت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، القوات الأوكرانية بشمال شرق البلاد إلى مواصلة توخي الحذر وتفادي استنزاف طاقة خطوط الإمداد الخاصة بها في مدينة خاركيف، بعد نجاحها في صد التقدم الروسي هناك.
وقالت الصحيفة -في افتتاحيتها التي نشرتها عبر موقعها الإلكتروني، اليوم /الثلاثاء/- إن الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية في مدينة خيرسون الجنوبية- والذي ينطوي على أهمية كبيرة من أجل تأمين الطريق حتى البحر الأسود- يحقق تقدمًا أبطأ بكثير، حتى لو آل إلى إجبار القوات الروسية على الانسحاب من خاركيف، ولذلك، من الأفضل تطويق القوات الروسية هناك؛ حيث صنعت قنوات الري ما أشبه بخنادق جاهزة لمساعدة القوات الأوكرانية هناك والتي تدعم الخطوط الأمامية للمجندين بشكل أفضل.
وأشارت الصحيفة إلى أن "موسكو أبدت استعدادها للانتقام من انتكاسة الأسبوع الماضي حول خاركيف، فضلا عن أن الوضع حول محطة "زابوروجيا" للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا حاليا لا يزال ينذر بالسوء، في وقت يتعرض فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضغوط من المدونين القوميين، وحتى من جانب النقاد التلفزيونيين الموالين للكرملين، لممارسة المزيد من ضبط النفس بعد قرار موسكو بالمضي قدما في "إعادة تجميع الصفوف".
وأضافت "أن هزيمة القوات الأوكرانية للروس حول شمال شرق خاركيف مثل أكبر نجاح لها منذ انسحاب روسيا من أنحاء كييف في مارس الماضي، ومع ذلك، لا يعني هذا الأمر نهاية قريبة للصراع، رغم أن الأمر ربما لا يكون مستحيلًا، لأنه أظهر أن القوات الأوكرانية لديها القدرة على طرد الروس، ويمكن القول هنا بأن التداعيات على الجانبين بعيدة المدى، مؤكدة أن تقدم أوكرانيا وجه رسائل مهمة حول نقاط القوة والروح المعنوية للقوات المسلحة في البلدين".
وأوضحت الصحيفة: أن جيش كييف لديه القدرة على التخطيط الذكي، فضلًا عن المرونة، ونقل المزيد من صنع القرار إلى المستويات الأدنى، بينما تكافح القوى الأكثر هرمية في موسكو للتعامل مع الأحداث التي تحدث في أماكن متعددة في وقت واحد:.