قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن رد إيران على اقتراح الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي يعد خطوة إلى الوراء؛ ما يجعل احتمالات التوصل إلى اتفاق على المدى القريب مع طهران "غير مرجح".
وأضاف بلينكن، حسبما أفادت قناة "الحرة" اليوم الثلاثاء، أن طهران تواصل محاولات إدخال قضايا خارجية في مسار المفاوضات؛ ما يشير إلى أنها غير راغبة وغير قادرة على القيام بما هو ضروري للتوصل إلى اتفاق.
يشار إلى أن إيران بعثت إلى الاتحاد الأوروبي ردها على النص النهائي الذي طرحه عليها وعلى واشنطن ضمن الجهود الهادفة لإحياء الاتفاق النووي، وفق ما أكد الإعلام الرسمي الإيراني.
وذكرت وكالة "إرنا" في وقت سابق" لقد قدمت إيران ردها خطيا على النص المقترح من قبل الاتحاد الأوروبي وأعلنت أنه سيتم التوصل إلى اتفاق إذا كان الرد الأمريكي يتسم بالواقعية والمرونة".
وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن بلاده ستقدم مقترحاتها النهائية بشأن إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018.
ولم تقدم "إرنا" تفاصيل بشأن الرد، لكنها أفادت بأن نقاط التباين المتبقية تدور حول ثلاث قضايا، عبرت فيها أمريكا عن مرونتها اللفظية في حالتين، لكن يجب إدراجها في النص، في حين ترتبط الثالثة بضمان استمرار تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق).
وأتاح اتفاق العام 2015 بين طهران وست قوى دولية كبرى، رفع عقوبات عن إيران لقاء خفض أنشطتها النووية، وضمان سلمية برنامجها، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا منه خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردت ببدء التراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها.
وبدأت إيران والقوى التي ما تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، الصين) مباحثات لإحيائه في أبريل 2021، تم تعليقها مرة أولى في يونيو من العام ذاته، وبعد استئنافها في نوفمبر، علقت مجددا منذ منتصف مارس مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، رغم تحقيق تقدم كبير في سبيل إنجاز التفاهم.
وأجرى الطرفان بتنسيق من الاتحاد الأوروبي مباحثات غير مباشرة في أواخر يونيو الماضي، لكنها لم تفضِ إلى تحقيق تقدم يذكر، وفي الرابع من أغسطس، استؤنفت المباحثات في فيينا بمشاركة من الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، وبعد أربعة أيام من التفاوض، أكد الاتحاد الأوروبي أنه طرح على طهران وواشنطن، صيغة تسوية "نهائية" وينتظر ردهما "سريعا" عليها.