البحار والمحيطات في أنحاء العالم من اهم المصادر التي يتم استخراج الغاز والبترول منها ويتم فيها الكثير من عمليات التنقيب عن تلك المواد الثمينة ولكن كيف يتم استخراج تلك المواد من اعماق المحيطات والبحار التي تصل لعشرات الأمتار ويستطيع للمسئولين عن تلك العملية معرفة مكان وجود الغاز الطبيعي أو النفط في البحر عند توفر السمات الظاهرة علي السطح مثل تسربات النفط أو الغاز الطبيعي أو حتي الحفر الموجودة تحت المياه والناجمة عن تسرب الغاز أدلة أساسية على تولد الهيدروكربون (سواء كان سطحيًا أو عميقا في الأرض).
ولكن أغلب عمليات التنقيب تعتمد على تقنيات معقدة للغاية لإكتشاف وتحديد وجود الهيدروكربون بإستخدام معدات الصوت والتي من خلالها تحدد شركات النفط مواقع الحفر التي من المرجح أن تنتج النفط وكذلك بإستخدام فيزياء الأرض للتنقيب وتخضع المناطق التي يعتقد أنها تحتوي على الهيدروكربون في البداية علي مسح للثقل النوعي أو مسح مغناطيسي أو النشاط الزلزالي السلبي أو عمليات المسح السيزمية الإقليمية لإكتشاف السمات الواسعة النطاق للجيولوجيا تحت سطح الأرض، يتم إخضاع السمات الهامة (والتي يطلق عليها إسم المؤشرات الإيجابية المحتملة) للمزيد من عمليات البحث السيزمي والتي تعمل على مبدأ الوقت المستغرق لتحرك موجات الصوت المنعكسة عبر المواد (الصخور) ذات الكثافات المختلفة وبإستخدام عملية تحويل الأعماق لتحديد ملامح البنية التحتية.
وبعد التأكد من وجود الغاز أو النفط يتم حفر بئر تنقيب إستكشافي في محاولة لتحديد تواجد أو عدم تواجد النفط والغاز بشكل قاطع، ويمكن عملياً حفر آبار النفط والغاز وإستخراجهما من أي مكان في العالم سواء على اليابسة أو في البحر أو في المستنقعات، ومن خط الإستواء إلى المناطق القطبية المتجمدة والمعروف أن إحتياطي النفط والغاز على البر أصبح محدوداً، وأصبح من الصعب العثور على مناطق جديدة تحوي النفط فوق سطح اليابسة وبما أن مساحة الماء علي سطح الأرض تبلغ أكثر من 70% فكان من الطبيعي أن يتجه البحث عن الهدروكربونات في قاع البحر وإستخراجه منه.
وقد واجه المستكشفون صعوبات كبيرة في تحري أماكن وجود الزيت في المناطق الشاطئية والبحرية في بداية الأمر إلا أن التقدم المذهل في تقنيات الإستكشاف والحفر في السنوات الأخيرة ساعد على تطوير عمليات إستخراج النفط من البحر وتسريعها إلى درجة كبيرة بدءاً من التنقيب والحفر الإستكشافي إلي الإنتاج والتخزين في المناطق البحرية مهما كانت العقبات وعلى الرغم من التيارات البحرية والعواصف، والجدير بالذكر أن أول بئر منتجة تم حفرها في العالم كانت في بلدة تيتوسفيل في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1859م ، وبعد ثمانية وثلاثين عاماً من ذلك التاريخ أي في سنة 1897م تم حفر أول بئر بحري.
ويستخدم لفظ التنقيب عن الهيدروكربونات للإشارة إلى التنقيب عن النفط والغاز والذي يقوم به علماء جيولوجيا النفط وعلماء فيزياء الأرض للبحث عن رواسب الهيدروكربون تحت سطح الأرض التي توجد على شكل نفط وغاز طبيعي، وتعد عملية التنقيب عن النفط أو الغاز عملية مكلفة جدآ وخطيرة ويتم تنفيذ عمليات التنقيب البحرية وفي المناطق البعيدة بصفة عامة من خلال الشركات الكبيرة للغاية أو من خلال حكومات الدول كما يعد الوصول إلى رواسب النفط والغاز أمرًا خطيرًا ولكن إذا تم القيام بعملية الحفر والتجميع والنقل بشكل صحيح فسوف تكون الفائدة أكبر ولكن إذا ساءت الأمور ويمكن أن تكون النتائج قاتلة لكل من العمال والبيئة المحيطة.
ويستخرج الغاز من آبار تشبه آبار النفط إلى حد كبير حيث توجد تجمعات آبار الغاز الطبيعي على مسافات بعيدة عن الشاطئ ويتم نقل الغاز الطبيعي عن طريق أنابيب من منصات الإنتاج إلى نقطة تجميع معينة على الشاطئ ومن ثم تنقل إلى معامل التكرير حيث يتم تنقيته وتتم تنقية الغاز الطبيعي عن طريق إزالة الماء والسوائل الأخرى منه ومن ثم يتم تمرير الغاز بواسطة مبرد ليسال البترول ويعبأ في قوارير كوقود للسخانات والطبخ وللمنازل أما ما تبقى من الغاز فيتم ضخه عبر شبكة إمدادات أو يتم تسييله عن طريق التبريد والضغط وتسويقه كغاز طبيعي مسال.
المنصات النفطية عبارة عن أبنية ضخمة على أرضيات عائمة تستخدم في إنتاج النفط والغاز من أعماق البحار والمنصة عبارة عن قرية في جزيرة صغيرة تحتوي على كل ما يحتاجه العمّال من آلات ومعدات وسكن وطعام وشراب ومولدات الكهرباء ويجري نقل العمال وما يحتاجونه بطائرات مروحية أو بالقوارب إذا كانت المسافات قصيرة ولابد هنا من التفريق بين منصات الحفر ومنصات الإنتاج والتخزين وتبنى المنصات في مصانع السفن ثم تشحن إلى مكان الحفر حيث يجري تركيبها وتثبيتها وتختلف هذه المنصات حسب حجمها لكن المعروف أن حجمها وتقنياتها تتناسب طردًا مع عمق المياه.