يعتبر علماء الفضاء أن النظر إلى الفضاء هو في الحقيقة نظر إلى الماضي، لأنه عند النظر إلى القمر فإن الصورة التي يراها الإنسان هي صورة لأشعة نوره المنبعثة قبل ثانية وثلث، وعندما تنظر الى الشمس في الواقع أنت ترى ماضي الشمس قبل 8 دقائق و20 ثانية، وهو الزمن الذي يستغرقه الضوء لقطع المسافة من الشمس الى عينيك، كذلك عندما تنظر الى مجرة اندروميدا (القريبة من مجرتنا) أنت تنظر الى ماضيها العتيق قبل 2.5 مليون سنة.
وعندما ترى النجوم ليلاً، تفكر قليلاً أنت لا ترى موقع النجم الحالي، وإنما الضوء الذي وصل إليك بعد أن استغرقت مسافة الوصول إليك، فإذا تحدثنا عن نجم يبعد عن الأرض مسافة 5000 سنة ضوئية، فإنك إن نظرت إليه رأيت ماضي النجم قبل 5000 سنة ولن ترى حاضرها أو موقعها الحالي، وعندما يتم اكتشاف موت نجم أو ولادة نجم أو حدوث السوبر نوفا (المستَعر الأعظم)، ففي حقيقة الأمر أن ما اكتشف اليوم قد حدث في زمان مساوٍ لبعده عن الأرض، فإن كان يبعد 2000 سنة، فهذا يعني أن موته كان قبل 2000 سنة وليس الآن.
كما ان الأشعة المنبعثة من كل النجوم التي تراها ليلا تكون قبل سنوات أو مئات أو آلاف السنين من انبعاثها لذلك فقد تكون النجوم التي تنظر إليها الآن قد اختفت أو ماتت أو تحولت لهيئة أخرى، وغيرت موقعها الحقيقي، وبإختصار بمجرد ان ترفع عينيك الى السماء ليلاً فإنك ترى الماضي.