الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

الفراعنة أول من احتفلوا برأس السنة قبل 5 آلاف عام

الفراعنة
الفراعنة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع شروق يوم أمس 11 من سبتمبر من كل عام تبدأ أولى أيام السنة الفرعونية الجديدة ، حيث أعلن التوقيت المصرى الفرعونى بداية عام 6255 وهو بذلك يسبق نظيره الميلادي بأكثر من 4000 عام. 

احتفل المصريون القدماء بهذا اليوم و اطلقو عليه "ني- يارؤ''بمعنى "يوم الأنهار'' الذى هو ميعاد اكتمال فيضان نهر النيل، السبب الأول في الحياة لمصر، و تحرف الاسم فيما بعد إلى ''نيروز'' وهو العيد الذى كان يُمثل أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، وقد اهتم المصريون بالاحتفال بعيد النيروز كتراث ثقافى مصرى قديم.
والسنة الفرعونية هي سنة شمسية مرتبطة بالنجوم ، مقسمة إلى 12 شهرا بكل شهر 30 يوما ثم تليها خمسة أيام او ستة لتكملة باقي السنة ، وشهور السنة القبطية هى : توت ، بابه ، هاتور ، كيهك ، طوبا ، أمشير ، برمهات ، برموده ، بشنس ، يؤونة ، أبيب ، مسرى ، نسئ و هي لازالت مستخدمة في مصر ليس فقط علي المستوي الكنسي بل علي المستوي الشعبي أيضًا خاصة في الزراعة ، وقد وضع التقويم المصري القديم العلامة "توت" الذي اخترع الكتابة و كان عالما حكيما ، و لذلك احترمه المصريون القدماء ووضعوه منزل الآلهة وأسموه بالإله "توت" أو "تحوت" وبدأوا أول شهور السنة باسمه.
ومن أقدم التقاليد التي ظهرت مع الاحتفال بعيد رأس السنة صناعة الكعك و الفطائر، والتي كانت تزين بالنقوش والطلاسم والتعاويذ الدينية.
وكانت طريقة إحتفال المصريين به تبدأ بخروجهم إلى الحدائق و المتنزهات و الحقول في الأيام الخمسة المنسية من العام، وتستمر احتفالاتهم بالعيد خلال تلك الأيام الخمسة - التي أسقطوها من التاريخ - وكانوا يقضون اليوم في زيارة المقابر ، حاملين معهم سلال الرحمة “طلعة القرافة” كتعبير عن إحياء ذكرى موتاهم كلما انقضى عام ، ورمز لعقيدة الخلود التي آمن بها المصريون القدماء ، كما كانوا يقدمون القرابين للآلهة والمعبودات في نفس اليوم لتحمل نفس المعنى ، ثم يقضون بقية الأيام في الاحتفال بالعيد بإقامة حفلات الرقص و الموسيقى ومختلف الألعاب والمباريات والسباقات ووسائل الترفيه والتسلية العديدة التي تفننوا في ابتكارها.
ومن أكلاتهم المفضلة في عيد رأس السنة "بط الصيد" و "الأوز" الذي يشوونه في المزارع ، والأسماك المجففة التي كانوا يعدون أنواعاً خاصة منها للعيد ، أما مشروباتهم المفضلة في عيد رأس السنة فكانت "عصير العنب" أو "النبيذ الطازج" حيث كانت أعياد العصير تتفق مع أعياد رأس السنة ، ومن العادات التي كانت متبعة - وخاصة في الدولة الحديثة - الاحتفال بعقد القران مع الاحتفال بعيد رأس السنة ، حتى تكون بداية العام بداية حياة زوجية سعيدة.
ومن التقاليد الإنسانية التي سنّها المصريون القدماء خلال الأيام المنسية أن ينسى الناس خلافاتهم وضغائنهم ومنازعاتهم ، فتقام مجالس المصالحات بين العائلات المتخاصمة ، وتحل كثير من المشاكل بالصلح الودي والصفح ، و كانت تدخل ضمن شرائع العقيدة ، حيث يطلب الإله من الناس أن ينسوا ما بينهم من ضغائن في عيده المقدس ، عيد رأس السنة التي يجب أن تبدأ بالصفاء ، والإخاء ، والمودة بين الناس.
كما شاهد عيد رأس السنة - لأول مرة - استعراض الزهور "كرنفال الزهور" الذي ابتدعته كليوباترا ليكون أحد مظاهر العيد عندما تصادف الاحتفال بعيد جلوسها على العرش مع عيد رأس السنة ، وعندما دخل الفُرس مصر احتفلوا مع المصريين بعيد رأس السنة وأطلقوا عليه اسم "عيد النيروز" أو "النوروز" ، ومعناه باللغة الفارسية "اليوم الجديد" و قد استمر احتفال الأقباط به بعد دخول المسيحية وما زالوا يحتفلون به حتى اليوم كما ظلت مصر تحتفل به كعيد قومي حتى العصر الفاطمي.