قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، إن ذكرى هجمات 11 سبتمبر تمر اليوم دون اهتمام واسع كالعادة في الإعلام الأمريكي، فمن الملاحظ أنهم كادوا نسيان اليوم الأكثر دموية في تاريخهم، وذلك لأنهم حققوا أهدافهم وخططهم التي رسموها.
وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن الجيل الجديد لم يشهد ذلك اليوم الذي هز العالم، ودمر بسببه العراق وأفغانستان وكان منطلقا لشيطنة العرب.
وأوضح "الجليدي" أن هجمات 11 سبتمبر تمت بواسطة أربع طائرات نقل مدني تجارية، تقودها أربع فرق تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، وُجِهت لتصطدم بأهداف محددة، وقد نجحت ثلاث طائرات منها في ذلك، بينما سقطت الرابعة بعد أن استطاع ركّاب الطائرة السيطرة عليها من يد الخاطفين لتغيير اتجاهها، ما أدّى إلى سقوطها وانفجارها في نطاق أراضي ولاية بنسيلفانيا.
وتابع، أن أهداف الطائرات الثلاثة في استهداف برجي مركز التجارة الدولية الواقعة في مانهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية، المعروف باسم البنتاغون، بينما لم تُحدّد التحريات حتى اليوم الهدف الذي كان يريد خاطفو الطائرة الرابعة ضربه.
وتحل الذكرى الـ 21 للهجمات في غياب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي قُتل بغارة أمريكية في أفغانستان مطلع أغسطس الماضي.
مستكملا: الهجمات لم تبح إلى اليوم بأسرارها كاملة بل إن بعض هواة نظرية المؤامرة يصرون على أن تنظيم القاعدة والعرب منها براء وأنها نفذت بأيادي استخباراتية أمريكية بغية فرض نظرية الشرق الأوسط الجديد وتنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة المصطلح الذي ابتدعته وزيرة الخارجية الأمريكية حينها كونديليزا رايس وبها دمروا العراق فيما بعد بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، وبنفس الشعار تم استعمار أفغانستان، وبه أعادت الولايات المتحدة الأمريكية انتشارها العسكري في العالم كما لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
وأكد "الجليدي" أن الولايات المتحدة استغلت الهجمات الإرهابية على أراضيها لتصدير ديمقراطيتها المزيفة والتي فشلت في العراق وأفغانستان ومن بعدها في ليبيا وتونس ومصر واليمن، وفي المحصلة ومهما كانت الأسرار التي لم تكشف بعد بخصوص حقيقة هذه الهجمات فلابد من الإقرار أن العرب كانوا أكبر المتضررين منها بعد تضييق الخناق عليهم في بلدان إقامتهم وشل حركتهم وسفرهم.
ولفت "الجليدي" أن الأمريكان لم يتعاملوا مع الهجمات بالقانون، بل قوبلت بوحشية أكبر، ولنا في معتقل جوانتانامو أفضل مثال، إضافة إلى الجرائم المرعبة التي ارتكبها الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان، حيث بات من المؤكد أن الأمريكان كانوا أكبر المستفيدين من هذه الهجمات بلعبهم دور الضحية أحيانا وبتقمصهم دور الجلاد حينا.