السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

فرقة AFcent العسكرية الأمريكية: استمتعنا بالعزف في القاهرة

أعضاء الفريق: نسعى لبناء علاقات أوثق مع الأصدقاء والشركاء في الدول التي نزورها

فريق AFcent يتحدثون
فريق AFcent يتحدثون لمحرر البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استضافت القاهرة والإسكندرية، قبل أيام، فريق AFcent Band، وهي الفرقة الموسيقية للقيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية، والتي يقع مقرها الرئيس في قاعدة العديد الجوية، قطر.

 وذلك ضمن برامج التبادل الثقافي والفني، بين مصر والولايات المتحدة، وقدموا عروضا موسيقية متنوعة، وليس فقط موسيقى عسكرية، كما يظن المتلقي للوهلة الأولى.

وهي الفرقة، التي اعتادت العزف أمام المسؤولين الرسميين، والقيادات العسكرية، والدبلوماسيين، في الحفلات الموسيقية المجتمعية والمناسبات والاحتفالات العسكرية، وغيرها من المناسبات الاجتماعية. ويوفرون وجهًا وصوتًا ودودين للجيش الأمريكي في المناسبات العامة، ويعتبرون أحد الأذرع الناعمة للدبلوماسية الأمريكية، وعبر الحفلات التي يلتزمون بالعزف فيها وهم يرتدون الزي الرسمي.

الفرقة الموسيقية للقيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية في مركز التحرير الثقافي

الوجه الفني للدبلوماسية العسكرية

في اللقاء الإعلامي الذي نظمته السفارة الأمريكية بالقاهرة، على هامش الحفل الذي أقيم في مركز التحرير الثقافي بالجامعة الأمريكية، تحدث قائد الفرقة المقدم مايكل هاربر، الضابط المسئول عن AFcent، وهو قادم من ولاية أريزونا: "ولكنني نشأت في فلوريدا. وقبل انضمامي إلى القوات الجوية، كنت مدرس موسيقى بمدرسة ثانوية وقد درست موسيقى الفرق والأوركسترا". 

في حديثه، يشرح هاربر أهمية الفرقة بالنسبة للعلاقات الدبلوماسية مع دول المنطقة، يقول: "يمكنني أن اقتبس من قائدنا الجديد، قائد القيادة الأمريكية الوسطى، قوله: "إن هذه القيادة من مهامها بناء علاقات أوثق مع الأصدقاء والشركاء. وأنتم تفعلون هذا عبر الموسيقى التي تقدمونها عبر العمل معا. يمكننا أن نجعل الجميع يرى كيف نفعل هذا سوية".

لذلك، جزء من مهامنا السعي لبناء علاقات أوثق، سواء هنا في مصر، أو في الأردن كما كنا قبل القدوم إلى هنا. أو أية بلدان أخرى سوف يرسلوننا إليها.

وتابع: لقد تدرب الموسيقيون لدينا على العديد من الأشكال الموسيقية المختلفة، ستجدوننا هنا نعزف موسيقى البوب والجاز والموسيقى الريفية، وغيرها من أشكال الموسيقى الأمريكية. نحن لا نعزف فقط من أجل قوات عسكرية أخرى، ولكن لدينا معجبين وجماهير آخرين. يمكن أن نعزف المارشات العسكرية التي تدربنا عليها للعديد من الجيوش الصديقة، مثل ألمانيا التي توجد بها قيادة أمريكية، أو أي لحن آخر يبدو محبوبا أو شعبيا.

ويلخص هاربر شغفه بالقول: من أجمل الأشياء أن يعلم الإنسان هدفه في الحياة وهدفي هو أن ألتقي بناس مختلفة من خلال الموسيقى. وإنني أعتقد أن الموسيقى هي ما يوحد الإنسانية، فالموسيقى موجودة في عالمنا منذ قديم الأزل.

ويضيف: قبل العمل في القوات الجوية كنت معلما للموسيقى في بعض المدارس. وأريد، بعد أكثر من خمسة عشر عاما من العمل في الجيش، أن أبدي تقديري لتلك الفترة التي سبقت التحاقي بالخدمة. لكن هنا أشعر أن القدر ساقني إلى ما أحب حقا، وهو أن التقي بناس كثيرين عبر الموسيقى، التي هي عمل إنساني خالص، ووسيلة للتواصل بين الشعوب. أحب هنا أن أشير إلى أن المصريون القدماء كانوا من أول من عرف الآلات الموسيقية منذ آلاف السنين واستخدموها ببراعة.

حفل AFcent في القاهرة

وتابع أنه "بتشاركنا الموسيقى يمكن لثقافتينا الاقتراب من بعضهما أكثر، ومعرفة المزيد عن الآخر. ونحن هنا للتعبير عن الموسيقى التي تعزفها القوات الجوية الأمريكية، وهي بدورها وسيلة تواصل نسافر بها العديد من البلدان حول العالم ونتشاركها مع أصدقاؤنا. دائما ما يقول لنا قادتنا أننا يمكننا أن نبني العلاقات عبر الموسيقى".

ولفت أنه بالنسبة للموسيقى المصرية "فقد وجدناها ممتعة حقا. تعلمون أن الموسيقى في أساسها هي مجموعة من المعادلات الرياضية. وهو أمر يختلف حسب المنطقة. لكننا أحببنا الموسيقى المصرية حقا وكان لها وقع جيد على آذاننا وشغف بعضنا بها. هناك آلات يمكن أن تخرج منها ألحان شرقية وغربية في الوقت نفسه مثل آلات النفخ، وهناك آلات أخرى من الصعب عينا العزف بها مثل العود. حقا هو وتري مثل الجيتار لكن العزف عليه أمر آخر".

وأوضح أن الآلات الموسيقية تختلف أيضا باختلاف المنطقة حتى في اسمها. مثل الفلوت أو الناي أو غيرها. لكن الرائع هو أننا نسمع ألحان مختلفة في مناطق عدة من العالم. ألبرتو من بيننا هو الذي يحمل ثقافة مختلفة، باعتباره نشأ في الأرجنتين ومر على الموسيقى الإسبانية. 

AFcent مع محرر البوابة

الموسيقى قبل اللغة

من الفريق أيضا الرقيب أول ألبرتو كوسانو، وهو عازف الجيتار -الكهربائي والكلاسيكي- مع فرقة القوات الجوية الأمريكية في أوروبا، يخدم في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا. وقد حصل على درجة الماجستير في عزف الجيتار من جامعة أيداهو، حيث درس تحت إشراف الأستاذ الكبير جيمس ريد. قبل انضمامه إلى القوات الجوية الأمريكية في عام 2015.

أيضا، كان كوسانو يتمتع بخبرة 15 عامًا في العمل الحر كمعلم، حيث قام بالتدريس في جامعة نبراسكا ويسليان. يُبدي شغفه بالآلات الوترية الشرقية، فيقول: لا يمكن القول إنني بشكل كبير أعرف العود أو قمت بالعزف عليه، لكنه بالنسبة لي يبدو مألوفا، وهناك آلات أخرى مشابهة أو مشتقة منه على مدار القرون الماضية. 

ألبرتو كوسانو عازف الجيتار بالفريق

وأضاف: لكن الأمر هو كيف نتواصل معا بالموسيقى. دعوني أحكي لكم، في طفولتي، كانت لغتي الأم هي الإسبانية. حتى العاشرة لم أكن قد تعلمت الإنجليزية بعد، ولم أكن أرغب في تعلمها. كطفل كنت أقول لنفسي، ما الفائدة من تعلم الإنجليزية طالما هناك من أتحدث منعهم الإسبانية. كنت مخطئا لأن عائلتي كانت انتقلت بالفعل إلى الولايات المتحدة وكان لابد أن أتعلمها.

لكني تعملتها بسبب الموسيقى. كان والداي مثلما يستمعان إلى الموسيقى الأرجنتينية كانا أيضا يستمعان إلى البيتلز وكوين وغيرهم من الفرق. هنا أحببت هذه الموسيقى ورغبت في أن أعرف ما الذي يقولونه. لم أجد شغفي في اللغة نفسها، لكني وجدته في الموسيقى الأمريكية.

وأوضح: الموسيقى كلغة لديها القوة لتدفعنا لتطوير أنفسنا، وأن نفعل المزيد من أجل أنفسنا ومن أجل الآخرين أيضا، بالنسبة لي كان هذا أحد الأشياء التي جعلتني أنخرط في الموسيقى. يمكنني الذهاب إلى أحد نوادي الجاز هنا في القاهرة، وأن أفهم العزف الذي تقدمه الفرقة هناك، ويمكنني ببساطة استعارة أحد الآلات والعزف، وهم جميعا سيفهمون ما الذي أقدمه. لست في حاجة لأن أهتف بأحدهم: هل تعرف موسيقى الجاز أو البوب. هل تعرف هذا العزف؟ فبمجرد أن أبدأ العزف سيفهمون. هكذا يمكنني أن أذهب إلى أي مكان في العالم وأشارك هذا. وأن نتواصل معا دون أن يتبادل أحدنا حرفا واحدا.

الرقيب برايان سميث عازف الإيقاع

الشغف بالموسيقى

أمّا الرقيب برايان سميث، فهو فنان طبول وعازف إيقاع مع فرقة القوات الجوية الأمريكية في أوروبا، في قاعدة رامشتاين الجوية أيضا. وقد حصل على درجة البكالوريوس في التربية الموسيقية ودرجة الماجستير في أداء الإيقاع من جامعة نيفادا. 

يتمتع سميث بأكثر من 12 عامًا من الخبرة المستقلة قبل الانضمام إلى القوات الجوية الأمريكية في عام 2015. وكمعلم، فقد قام بتدريس الطبل / الإيقاع، والموسيقى العامة، والموسيقى الالكترونية للطلاب في المرحلة الابتدائية والثانوية والجماعية. 

يقول سميث: الموسيقى لدي هي حالة من الشغف لكن في نفس الوقت تحدثت مع صديق حول ذلك الشعور الذي كان ينتابنا حين كنا أطفالا، بأن ما نفعله يعني لنا بالفعل شيئا هاما. لكن، بالطبع، في حالات وأوقات عديدة كنت أتوقف وأخبر نفسي بأنني سيء ولا أصلح لأكون موسيقيا ولا يوجد شيء أفعله حيال هذا. لكني أعود فيما بعد لأكتشف شيئا جديدا في هذا السحر يبهرني من جديد لأعود للمحاولة.

وأضاف: عزفنا في مصر عدد من أنواع الموسيقى، البوب، الجاز، الموسيقى الريفية الأمريكية الشهيرة. وبالفعل لاقى ما عزفناه صدى محبب لدى الجمهور هنا، لم نتخيل هذا التفاعل من الجمهور المصري. كنا نراهم مفعمين بالطاقة، وكانوا جالسين على مقاعدهم كلنهم يتمايلون ويودوا أن يقوموا ليرقصوا على الأنغام التي نعزفها.

أفراد الفريق خلال اللقاء بمركز التحرير الثقافي

نحن لا نعزف عادة أمام الجمهور العام، فكجنود في الجيش الأمريكي، نعزف فقط في الحفلات الخاصة بقيادة المنطقة العسكرية التابعين لها. يمكن فقط لأحدنا أن يعزف مع ناد مع أصدقائه إذا كان في سهرة في أجازه في الوطن، لكن بخلاف هذا لا يمكن.

تعليقا على أسباب حب الجمهور غير الأمريكي للموسيقى الريفية وأغنياتها، حتى أنها انتشرت بشكل عالمي، يقول هاربر: بالنسبة للموسيقى الريفية، في عامي الأول في القوات الجوية استمتعت إليها لكني لم أعرف ما هو المميز بشأنها. كان 65% تقريبا من الموسيقى التي يقومون بعزفها ريفية، بينما كنت أجد ذلك النوع مملا. لكن تعرفت على جوهر الموضوع، وهو أن الأغنية الريفية تحكي لك حكاية كاملة بتفاصيلها ومصير أبطالها. كأن تعرف قصة حب أو حكاية عن بطل أسطوري أو غير ذلك. 

وأوضح: ليست هناك حاجة لأن تكون أمريكيا حتى تتفاعل مع الأغاني الريفية. فكل منا ذاق الحب، الفقد، الألم، تجارب الحياة المختلفة. هذا هو ما تتحدث عنه تلك الأغاني، وجميعنا يعرف هذه الأمور، لذلك تجد نفسك تستمع إلى الأغنية وتحبها وتتفاعل معها.

ليندا كاسيل مغنية الفريق

ثقافات الموسيقى

وبين هؤلاء الرجال، تأتي الرقيب أول ليندا كاسيل، وهي مغنية محترفة، وقبل انضمامها إلى سلاح الجو، عملت لأكثر من 15 عامًا بالغناء في لوس أنجلوس. وشاركت المسرح مع العديد من كبار الفنانين. وبالإضافة إلى خبرتها الغنائية، عملت كمهندس صوت متدرب جنبًا إلى جنب مع فرق مثل Red Hot Chili Peppers وGuns and Roses.

أعربت ليندا عن سعادتها بالجولات التي يقوم بها الفريق. قالت: هي فرصة جيدة للغاية للتعرف إلى ثقافات أخرى ومشاهدة أماكن متنوعة من العالم والتعرف إلى فنونها، وكذلك نقوم بتقديم الفن الأمريكي أيضا إلى هذه الشعوب التي نتواصل معها. 

وتروي: عندما بدأت كنت أحمل شهادة في الهندسة، وعندما ذهبت إلى الصف في لوس أنجلوس كنت الفتاة الوحيدة، وكان عليّ أن أدرس الهندسة وأجد عملا في الوقت نفسه. كان حلمي أن أكون مغنية، لذلك كان عليّ الانخراط في الوسط الموسيقي أولا، وهو أمرا لم يكن سهلا خاصة بالنسبة لامرأة، وبعدها كان يجب أن أحضر العديد من الدروس في لوس أنجلوس. بعدها، انخرط في العمل في الجيش وقابلت هذه المجموعة الرائعة.

وأضافت: ربما لو لم أكن مغنية لكان يجب أن أعمل في مجال أساعد فيه الأطفال وأعتني بهم. هذا شيء أنا شغوفة به دوما. لكن، هذا العمل أتاح لي، بجوار استمرار شغفي بالموسيقى والعمل بها، الاستماع إلى العديد من أصناف الموسيقى التي تنتمي إلى ثقافات مختلفة ومتعددة.

الفريق عقب الحفل بالقاهرة

يضيف هاربر: هناك عدد من النصائح يجب أن يلم بها المرء حتى يصبح موسيقيا محترفا، هي الشغف، التعليم، التدريب. أنا كنت مدرس للموسيقى وأعرف ما أتكلم عنه وهو ما كنت أقوله لطلابي. أن التدريب وتراكم الخبرات هو ما يجعل المرء محترفا.

ويؤكد ألبرتو حديثهما بقوله: هناك العديد من الموسيقيين الذين أحببت أعمالهم منذ صغري، سواء كانوا أمريكيين أو إسبان، كما أحب الاستماع إلى موسيقى الجاز التي تعطيني طاقة كبيرة وسعادة هائلة. في نفس الوقت كونك تسعى لأن تصبح موسيقيا محترفا فهذا يعني الكثير من العمل والتدريب واكتساب الخبرات التي تنمو لديك شيئا فشيء.