بين الدراما والكوميديا.. صورة «إليزابيث الثانية» في السينما
هيلين ميرين جسدت شخصيتها عام 2006.. وسارة جادون عام 2015
كانت الملكة إليزابيث الثانية، صاحبة أطول فترة حكم في التاريخ البريطاني، وواحدة من أكثر الأفراد شهرة في عصرها.
فعندما أصبحت «إليزابيث» ملكة في عام 1952، كانت تبلغ من العمر 25 عامًا فقط، وفي سن الـ21، تزوجت من الأمير فيليب، وظل الاثنان معًا حتى وفاة الأخير في عام 2021، إلى أن رحلت عن عالمنا الخميس الماضي، عن عمر ناهز 96 عامًا.
فبعد أن حكمت المملكة المتحدة لمدة 70 عامًا، لا يمكن التقليل من مكانة الملكة كرمز ثقافي، خاصة على الشاشة، بداية من الدراما الحائزة على جائزة الأوسكار إلى الكوميديا الهزلية، ظهرت الملكة إليزابيث الثانية كشخصية في أكثر من 20 فيلمًا روائيًا، فضلًا عن العديد من الأعمال التليفزيونية الأخرى. حيث تم تصوير الملكة في السينما عدة مرات على مر السنين، من قبل بعض الممثلات الأكثر شهرة في هذه الصناعة حاليًا.
ويعتبر فيلم «The Queen» الصادر عام 2006، واحدا من أنجح الأعمال السينمائية التي قدمت تصورًا دراميًا لشخصية الملكة إليزابيث الثانية على الشاشة.
لعبت الدور الممثلة البريطانية الشهيرة هيلين ميرين، والذي يكاد يخلو من العيوب وامتلأ بكرامة الملكة وأناقتها الطبيعية، كما أنها قدمت شخصية بشرية وليست مسرحية بشكل مفرط، ولكنها مقنعة تمامًا لحد يجعلنا نتساءل من هي الملكة الحقيقية.
لقى الفيلم استحسانا إيجابيا إلى حد كبير من جانب النقاد، وحصلت «ميرين» على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في دور رئيسي، كما سُمح لها بتناول العشاء مع الملكة.
أما في رائعة المخرج توم هوبر «The King's Speech»، والذي ترشح لثماني جوائز أوسكار وفاز بأربعة، لم تكن «إليزابيث الثانية» - لعبت دورها فريا ويلسون - محركا لأحداث الفيلم كما في الفيلم السابق، لكنه أكثر الأعمال الروائية التي وثقت ظهورها خلال مرحلة الطفولة، حيث دارت أحداثه في السنوات التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية مباشرة، وركز بشكل أكبر على فصول من حياة والدها الملك جورج السادس.
الممثلة البريطانية الشهيرة جانيت تشارلز، تعتبر هي الممثلة الوحيدة على الإطلاق التي استطاعت كسب لقمة العيش من خلال لعب دور الملكة إليزابيث الثانية، وهي مدرجة ضمن قائمة «جينيس» للأرقام القياسية، كونها لعبت دور صاحبة الجلالة في أكبر عدد من الأفلام حتى الآن.
جانيت تشارلز، المشهورة بتشابهها مع الملكة، صورت «إليزابيث» مرات عديدة، بما في ذلك دورها التمثيلي الأول في فيلم بعنوان «Loriots Telec Cabinet». بعدها، واصلت «تشارلز» دور الملكة في أفلام مثل «National Lampoon's European Vacation» عام 1985، و«The Naked Gun: From the Files of Police Squad»، والفيلم التلفزيوني «The Queen Special». كما لعبت دور الملكة إليزابيث في حلقة من البرنامج الشهير «ساترداي نايت لايف» عام 1977.
وأتيحت الفرصة للممثلة الكندية سارة جادون، لتصوير الملكة إليزابيث الثانية من خلال الدراما الكوميدية البريطانية الأقل شهرة «A Royal Night Out» الصادر عام 2015.
يتتبع الفيلم صاحبة السمو «إليزابيث الثانية» وشقيقتها الصغرى الأميرة «مارجريت»، وهما يقضيان بعض المرح في إحدى الليالي في يوم النصر في أوروبا، وقد اعتبر النقاد تصوير «جادون» للشخصية بالاستثنائي، كونها جسدت الملكة على أنها فتاة شابة ومندفعة تتوق إلى الحرية والمغامرة والحب ولكنها تتحمل أيضًا عبء الأمة الذي يلوح في الأفق على كتفيها.
وسجلت الملكة إليزابيث الثانية ظهورًا في فيلم الرسوم المتحركة «The BFG» للمخرج براين كوسجروف، عام 1989، وقامت بالأداء الصوتي الممثلة أنجلينا ثرون. ثم عادوت الظهور بنسخة ستيفن سبيلبرج الحية مرة أخرى عام 2016، وقدمت الدور الممثلة بينلوبي ويلتون، الذي غلب عليه الطابع الكوميدي والإنساني.
وخلال الموسمين الأولين من مسلسل الدراما الشهير «The Crown»، اللذين غطيا ما يزيد قليلًا عن عقدين من حياة الملك، لعبت «كلير فوى» دور الملكة إليزابيث الثانية. صورت «فوى» الملكة خلال مناسبات عدة، بما في ذلك زواجها من الأمير فيليب، وفترة ولاية ونستون تشرشل كرئيس للوزراء، وعلاقة مارجريت مع بيتر تاونسند.
وحملت أوليفيا كولمان عباءة الملكة في «The Crown» بعد كلير فوي، خلال الموسمين الثالث والرابع، وخلف واجهتها الصعبة، كشف تصوير «كولمان» للملكة عن لمحة حساسة ومتعاطفة ومفاجئة سارة لامرأة تدير أمة خلال الستينيات، وفي الأخير توجت «كولمان» بجائزة جولدن جلوب وإيمي عن هذا الدور.
وستتسلم الممثلة إيميلدا ستونتون، الراية من «كولمان» في دور إليزابيث الثانية في الموسمين الخامس والسادس من «The Crown»، وهما الدفعة قبل الأخيرة والأخيرة من المسلسل الشهير.
