الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

عقب نجاح العرض الأول لفيلم «نزوح» في «فينيسيا السينمائي» .. سامر المصري لـ«البوابة»: تركت سوريا بسبب عائلتي.. والسوريون المهاجرون إلى مصر الأكثر حظًا

سامر المصري مع محررة
سامر المصري مع محررة البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فنان سوري من طراز فريد، صنع لنفسه مدرسة أدائية خاصة به، تفرد بها وأثبت ثقله في العالم العربي أجمع، ولم يكتف بهذا فحسب، بل عمل على قدم وساق لتحقيق حلمه في الوصول للعالمية، من خلال تقديمه ومشاركته في العديد من الأعمال في هوليوود، ما يبرهن على ذكائه وحنكته الفنية الكبيرة التي جعلته واحدا من أهم الفنانين العرب، الذين تركوا بصمتهم الكبيرة في الأعمال التي يشاركون بها حتى إذا كان دوره صغيرا، أو لو ظهر كضيف شرف، كما هو الحال في فيلم «الخلية».

فعلى الرغم من ظهوره لدقائق معدودة على الشاشة، إلا أن جميع من شاهد العمل يتذكر دوره عن ظهر قلب، حصل طيلة مسيرته على العديد من الألقاب التي طالما ناداه بها محبوه وجمهوره،  كـ«العقيد أبوشهاب» و«أبوجانتي»، وهي من أبرز الأعمال التي قدمها ولاقت قبولا كبيرا لدى الجمهور وأصبحت علامة فارقة في مشواره الفني.. هو الفنان السوري الكبير سامر المصري، الذي كشف في حواره لـ«البوابة» عن كواليس مشاركة فيلمه الأخير «نزوح» في مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى في دورته الـ79، ومشروعاته الفنية الجديدة، وغيرها من الأحداث التي تكشفها السطور التالية:

* حدثنى عن تفاصيل التحضير لفيلم «نزوح» ومشاركتك لصديقتك كندة علوش فى تلك الحالة الإنسانية السورية؟

- بدأت فكرة الفيلم من قبل المخرجة والكاتبة سؤود كعدان، الحاصلة على العديد من الجوائز العالمية الهامة، لتميزها وتفردها، ما جعلني في حالة من الشغف للتعاون الأول معها، خاصة وأن كتاباتها دائمًا ما تحمل أهدافا وهموما ومسئولية اجتماعية، وأفلامها دائمًا تبعد عن الهدف من التربح، ومن وقت ما قرأت الفيلم وأنا متحمس بشكل كبير له، خاصة أنه يناقش الوجع السورى الذي أهمل إعلاميًا وفنيًا، فكان من الضروري تقديمه في هذا الوقت، لنقل معاناة الحرب السورية إلى العالم أجمع، حيث إن الفيلم يتصدى لتلك الحقبة بجرأة كبيرة، الأمر الذي يحسب للفيلم، كما أنه يرصد تلك الحقبة بطريقة الكوميدية السوداء، التي تبكي وتضحك المتابع في آن واحد الأمر الذي بعد عن السوداوية الموجعة التي قد تؤدي بالمشاهد إلى الملل، ما يحسب للكاتبة كعدان، الأمر الذي لاحظناه بشكل كبير خلال العرض الأول للفيلم في مهرجان فينيسيا حيث وجدنا أن الأجانب لحظات يضحكون وأخرى يتأثرون وليس لدرجة القسوة والوجع، بل إننا حرصنا على الحفاظ على تلك الشعرة بين رصد الحقيقة والبعد عن السوداوية.

* هناك العديد من الأفلام التى جسدت معاناة الشعب السورى فترة الحرب.. ما أوجه الاختلاف بين فيلم «نزوح» والأعمال الأخرى التى تناولت تلك القضية؟

- في حقيقية الأمر هناك العديد من الأسباب التي شجعتني لتقديم «نزوح» التي أرى أنها جعلته مميزا عن غيره من الأعمال، أولًا أحداث العمل حقيقية للغاية، إضافة إلى أنه فيلم إنساني من الدرجة الأولي، كما أن الفيلم لا يحمل الكثير من النقلات بل إن التصوير كان بطريقة اللقطة الواحدة، ما جعل هناك حالة من الإنسيابية العالية في أحداث الفيلم، إضافة إلى سماح المخرجة لوجود الكثير من المشاهد الارتجالية الطويلة، التي كنا نعبر فيها عن حالتنا الحقيقية اتجاه وطننا، وتلك الحالة الإنسانية تكللت أثناء العرض الأول للفيلم بالمهرجان عندما استمر التصفيق قرابة الـ20 دقيقة، الأمر الذي جعلنا نبكي بشدة نتيجة تأثرنا بأحداث الفيلم، إضافة لتفاعل الجمهور الغربي معه، وشعورنا بأن الرسالة الحقيقية للفيلم قد تحققت.

* هل ستحرصون على نقل تلك الرسالة السورية فى المجتمعات الغربية الأخرى ككندا وأمريكا وأستراليا وغيرها؟

- من المقرر عرض الفيلم في مهرجان لندن السينمائي، ومهرجانات السينما في كوريا واليابان، وهناك العديد من الاتصالات لعرض الفيلم بمهرجان البحر الأحمر في السعودية، وغيرها من المهرجانات العربية الأخرى كمهرجان القاهرة السينمائي.

* الفيلم يحمل العديد من الرسائل والمشاهد الإنسانية.. وهو ما يؤكد على وجود العديد من الكواليس المؤثرة أثناء التصوير.. فما هى أبرزها؟

- في بداية قراءتي للفيلم أحببته كثيرًا، إلى أنني وجدت صعوبة كبيرة في تصويره، حيث إن سيناريو الفيلم يحمل العديد من المشاهد القاسية الذي توقعت صعوبتها في التصوير، حيث إنني قضيت قرابة الشهرين والنصف في تصوير الفيلم، كان هناك آلة بها غبار وأتربة يقومون برشي بها كل يوم حتى تظهر الصورة بمصداقية وحرافية عالية، إضافة إلى الدماء والجروح، وكان من أبرز وأقسى المشاهد في الفيلم، عندما وصلت بدوري كـ«معتز» للنهاية، ولا أقدر على الصمود أمام القذائف والرياح والعواصف، خاصة أن المنزل أصبح به العديد من الفتحات الكبيرة بالجدران، فكنت أحاول سد الثغرات حتى لا تدخل إلى البيت دون جدوى، ما جعلني أستلقي على الكنبة في مشهد استسلام للخروج من سوريا إلى أية بلد آمن، فكانت كواليس تلك المشهد هو توجيه تربيد هوائي وتربيد آخر هوائي وتربيد آخر للغبار، وجميعها موجه إلى خلال التصوير بقوة دفع عالية للغاية، الأمر الذي أفقدني الأكسجين عن جسدي قبل نهاية المشهد، في محاولة مني للتماسك حتى لا أضيع مجهود ذلك المشهد، ولكن لم أقدر على ذلك، فشعرت كأنني توفيت، وفجأة خرجت قبل نهاية المشهد ونزلت من الطابق الثالث للطابق الأرضي حتى أتنفس هواء طبيعيا، وهذا كان من أصعب المشاهد.

* ما أسباب اختياركم لمدينة غازى أنتاب فى تركيا لتصوير أحداث فيلم «نزوح»؟

- لأن هناك العدد من المناطق التي تشبه سوريا بشكل كبير، من المباني للمناطق المغيمة للكثير من الظروف والتي تشبه سوريا.

* هل هناك سبب معين لاختيار مهرجان فينيسيا السينمائى للعرض الأول للفيلم به؟

- ليس هناك أي مغزى أو سبب لذلك ولكن لأن توقيت التقديم للمهرجان تصادف مع وقت انتهاء المونتاج.

* قد يطرأ فى بال البعض أنك قبلت المشاركة فى فيلم «نزوح» دفاعًا عن الاتهامات التى لاحقتك بتركك لبلدك منذ عام 2012.. فما ردك على ذلك الأمر؟

- هناك تقارب بيني وبين شخصية «معتز» التي قدمتها خلال فيلم نزوح، حيث إن جميع من ترك بلده في تلك الفترة لم يتركها رغبة منه ذلك، بل نظرا لقساوة الظروف وصعوبة احتمال تلك الوضع، يضطر الإنسان أن يبحث عن مكان آمن حتى يستطيع تأمين عائلته التي هي من أهم أولوياتنا، ومن أبرز المواقف الصعبة في تلك الفترة كان لدي لقاء تليفزيوني في دبي أثناء الحرب، وعندما عدت إلى بيت وجدت بالأخبار أن قذيفة أصابت مبني حكومي مجاور لمنزلي مباشرة، الأمر الذي أصابني بالرعب فاتصلت بزوجتي فوجدت أن أبنائي في حالة ذعر كبير، فمن تلك اللحظة التي تكررت أكثر من مرة، اضطريت لنقل عائلتي لمكان آمن لأن سلامتهم وأمنهم مسئوليتي، وليس هربًا من شىء آخر.

* تتمتع بشعبية كبيرة في مصر.. إضافة إلى أنها مقصد الفنانين العرب.. فلماذا غبت عن السينما المصرية بعد فيلم «الخلية»؟

- أنا من عشاق مصر وأحب العمل بها كثيرًا لأنها فخر لأي فنان، ولسوء حظي جاءنى العديد من الأعمال الفنية بها ذلك العام، لكني اعتذرت عنها، نظرًا لانشغالي الكبير بتصوير العديد من الأعمال، منها مسلسل لمدة 90 حلقة يحمل اسم «استلتو» قمت بتصويره على مدار عام كامل، إضافة لتصويرى لفيلم أمريكي بشيكاغو، يحمل اسم « The North Of The 10»، يعرض حاليًا على إحدى المنصات الأمريكية، إضافة إلى تصويري لفيلم «نزوح».

* حدثنى عن تفاصيل مسلسلك الجديد «استلتوا»؟

- هو فورمات عالمي، سيعرض على قناة «إم بى سى» بطولتي إلى جانب كاريس بشار، ديما قندلفت وندى أبوفرحات، شيخ نجيب، ريتا حرب، وغيرهم، وهو مسلسل مودرن ويعالج قضايا الحب والعلاقات ما قبل الزواج، وهو معالج دراميًا بشكل كبير إضافة إلى الحرفية العالية بالإخراج، وهو في بدابة عرض حلقاته الأولى بمنصة «شاهد» وننتظر نتائج تلك التجربة المهمة.

* أنت من الفنانين الذين لديهم استراتيجية وهدف فى الخروج من القالب السورى المحلي إلى الوصول للعالم العربى، من ترى أنه حقق تلك النظرية من أبناء بلدك؟

- هناك العديد من الفنانين والفنانات السوريات أبرزهم تيم حسن، وجهاد عبده، وغيرهم، وأنا دائمًا ما كنت أحرص على اختياراتي منذ بدايتي، ففي فترة من الزمن كان لدي هدف للوصول إلى الشعب الجزائرى، فقمت باختيار عدد من الأعمال الجزائرية العامة، والحال نفسه في مصر وغيرها، فدائمًا ما أحرص على فتح أسواق جديدة لي، وأحرص على التمثيل بعدة لغات نظرًا لعشقي للغات.

* أنت من الفنانين الغامضين بعض الشىء فى نشر تفاصيلك الشخصية عبر «السوشيال ميديا».. لماذا؟

- أنا لست متفاعلا على «السوشيال ميديا» بشكل كبير، وأرى أنها ليست محلا للترويج عن حياتي الشخصية مطلقًا، ولكنها بمثابة فرصة لطيفة لمتابعة جمهوري لأخباري الفنية وأعمالي القادمة بشكل لطيف بعيد عن الإعلام والصحافة.

* أخيرًا أود أن أسألك عن سبب غيابك عن الغناء على الرغم من تمتعك بصوت رائع أحبه الكثيرين.. فلماذا لم تقدم تجارب غنائية جديدة؟

- في حقيقة الأمر هي مجرد هواية استمتع بها لنفسي، وليس هدفا أحاول الاتجاه له، ولكني أعتزم على تقديم أغنية جديدة من كلماتي وألحاني وغنائي، تحمل اسم «دى مصر حنينة» أتوجه بها للشعب المصري كتعبير عن حبي وامتناني له، ولكني أنتظر مناسبة قوية لتقديمها، حيث أني أرى أن السوريين الذين يعيشون في مصر في الوقت الحالي هم الأكثر حظًا من بين أشقائهم المتواجدين ببقية أنحاء العالم، نظرًا لاحتضان مصر الكبير لهم وعدم شعورهم بغربة بها.

 

سامر المصري مع محررة البوابة