كشفت بحث بريطاني جديد أجراه المعهد الحكومي الخاص بالمملكة المتحدة، اليوم الأحد، عن مجموعة من التحذيرات من قبل الوزراء البريطانيين بشأن دخول المملكة المتحدة في أسوء أزمة طاقة في غضون عام بالتزامن مع عدم التخطيط الفوري لتحسين قضيتي الحد من تسربات المياه للمنازل وخفض الطلب على الغاز.
ووفقا للبحث بحسب ما أوردته صحيفة (الجارديان) البريطانية، فإن المملكة المتحدة تصنف من بين الأسوأ في أوروبا من حيث كفاءة استخدام الطاقة في منازلها كما أنها سجلت درجات حرارة أسوأ من البلدان في جميع أنحاء أوروبا.
وأشار إلى أن المملكة المتحدة معرضة بشكل خاص لارتفاع أسعار الغاز حيث لا يزال أكثر من أربعة أخماس المنازل في المملكة المتحدة يتم تسخينها حاليا بواسطة المراجل الغازية وهي نسبة أعلى بكثير من معظم البلدان كما أن مخزون المساكن في المملكة المتحدة هو الأقدم والأقل كفاءة في استخدام الطاقة في أوروبا.
وحذر من أنه من المتوقع في الوقت الحالي أن ترتفع أسعار الطاقة أكثر وأن تظل أعلى لفترة أطول مما كان متوقعا في وقت سابق من الأزمة مع احتمال أن تظل الأسعار أعلى بنحو 4 أضعاف من المعدلات السابقة حتى عام 2025 مما يعني أن المملكة المتحدة في حاجة لحزمة إنقاذ ضخمة أخرى كالتي قدمتها رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس لتجميد فواتير الطاقة.
وبدوره، قال المدير المساعد للمعهد الحكومي البريطاني توم ساسي، إن "كفاءة الطاقة تمثل فجوة كبيرة في خطة ليز تراس، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي بوادر تظهر انخفاض أسعار الطاقة.
وأضاف "اقتراض مبالغ ضخمة للحفاظ على عدم رفع فواتير الطاقة يكون منطقيا فقط إذا كانت لدينا أيضا خطة لتقليل الطلب وإن تعزيز كفاءة الطاقة مهمة وطنية"، مطالبا الحكومة البريطانية التعلم من النجاحات في الخارج.
ويستنتج البحث أن الأسر والشركات في المملكة المتحدة من المرجح أن تواجه فواتير طاقة عالية في شتاء العام المقبل 2023 وربما بعد ذلك كما يشير إلى أنه في حال استمرار الحكومة البريطانية في التركيز فقط على الدعم المالي قصير الأجل والتدابير طويلة الأجل فلن يتوقع أن تحل الأزمة الرئيسية الحالية بل قد تجد نفسها أمام موقف أكثر صعوبة في غضون عام.
وحذر الخبراء البريطانيون من أنه مع إعلان تراس حزمة تزيد قيمتها عن 100 مليار جنيه إسترليني لتجميد فواتير الطاقة عند مستواها الحالي ستحتاج إلى خطة مماثلة لتحسين الحد من تسربات المياه للمنازل وتقليل الطلب على الغاز.
وأشار الخبراء إلى أن خطة تراس للتوسع في الوقود الأحفوري ببحر الشمال كوسيلة لزيادة إمدادات الطاقة يمكن أن تفشل في خفض الأسعار بينما تضر أيضا بالتزام بريطانيا بمعالجة أزمة المناخ، مطالبين رئيسة الوزراء البريطانية بنسخ السياسات الناجحة في ألمانيا وأماكن أخرى لتحسين كفاءة الطاقة في منازل المملكة المتحدة لتقليل الطلب على الغاز.